وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي اليوم (الأربعاء)، التلميحات الصادرة من أوساط تركية إلى دور أميركي في عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا بأنها «سخيفة بالكامل ومضحكة وكاذبة»، رافضا «بشكل قاطع أي ربط بين وجود الداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، على الأراضي الأميركية وبين الاتهامات التي وجهتها أنقرة له».
وبحسب موقعي «سي أن ان» و «روسيا اليوم» قال كيربي في معرض رده على تعليقات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، التي أشار فيها إلى أنه أثار مع نظيره الأميركي جون كيري، اتهام تركيا وروسيا لأتباع غولن بعملية الاغتيال، إنه «لا يمتلك معلومات حول حوار يتعلق بهذه النقطة بالذات».
وأضاف أن «ما يمكنني قوله هو أن كيري أثار بالفعل مع نظيره التركي (القلق) الذي يساورنا حول بعض التصريحات الصادرة من تركيا والتي تشير إلى تورط أو دعم أميركي بأي طريقة ممكنة لهذا الاغتيال الذي لا يمكننا حتى وصف بشاعته، وذلك بسبب وجود السيد غولن في أميركا»، مضيفاً أن «هذه مزاعم غير صحيحة بل هي خاطئة بالكامل، وأوضح الوزير كيري هذا الأمر لنظيره التركي خلال الاتصال».
ولدى سؤاله ما إذا كان يعتقد بأن منفذ الاغتيال هو بالفعل من أتباع غولن رد كيربي قائلا: «هناك تحقيقات جارية حاليا، وأنا لن استبقها، لا أعرف دوافع منفذ العملية، ورأيناه جميعا يصرخ ويرفع صوته بعد تنفيذ الاغتيال، علينا ترك الأمر بيد المحققين لتتبع خيوط التحقيق، ولكن أميركا ترى بكل الأحوال أن التلميح إلى أنها كانت تدعم أو أنها متورطة بشكل غير مباشر بعملية الاغتيال تلميح سخيف بالتأكيد».
وقال موقع «روسيا اليوم» نقلاً عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «من المبكر جدا تحديد من يقف وراء اغتيال السفير، وأضاف أن «موسكو تعتبر بأنه يجب انتظار نتائج عمل فريق التحقيق (الروسي – التركي) الذي بدأ عمله امس في انقرة، يجب عدم استخلاص نتائج متسرعة طالما لم يحدد التحقيق من يقف وراء اغتيال سفيرنا».
وفي السياق أفادت صحيفة «حرييت» المعارضة بأن قاتل السفير ميرت ألطنطاش تولى حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لثماني مرات منذ تموز (يوليو) الماضي. ونقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن مصدر ديبلوماسي روسي بأن موسكو تنوي تعليق المفاوضات حول إلغاء التأشيرات لمواطني تركيا بعد حادث الاغتيال، وأن المسألة «تأجلت إلى اجل غير مسمى».
وقال المصدر: «على تركيا مواصلة العمل الجاد على توفير أمن القادمين إلى البلاد وضمان التأكد من جميع الذين ينوون زيارة روسيا»، وأشارت الصحيفة إلى أن توصيات الخارجية الروسية الخاصة بعدم زيارة المواطنين الروس للمدن التركية «ما زالت قائمة حتى الآن».
وكان بوتين أعلن إلغاءه المؤتمر الصحفي السنوي الذي كان منوي عقده غداً، وذلك لأنه سيشارك في مراسم الحداد ووداع السفير.
الحياة اللندنية