اعتقلت الولايات المتحدة الأميركية مسؤول الأسلحة الكيميائية في تنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية نفذتها قوات خاصة، الشهر الماضي، استهدفت شمالالعراق.
وبدأت إدارة الرئيس باراك أوباما، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تطبيق إستراتيجية تقوم على نشر وحدات خاصة بالعراق تنفذ عمليات سرية لاعتقال واغتيال قادة بتنظيم الدولة، وتوفير معلومات ميدانية لتحديد أهداف قصف طائرات التحالف الدولي.
وأعلن مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي اعتقال قيادي بالتنظيم، ورفضوا الكشف عن هويته، واكتفوا بالقول إنه معتقل من أسبوعين أو ثلاثة ويخضع للتحقيق.
ونقلت أسوشيتد برس الأربعاء، عن مسؤوليْن عراقييْن بالمخابرات، قولهما إن الأمر يتعلق بالمدعو سليمان داود العفاري الذي عمل في عهد الرئيس السابق صدام حسين في مجال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ضمن هيئة التصنيع الحربي.
وأضاف المصدران أن العفاري في الخمسينات من العمر، وكان يقود فريقا تابعا لتنظيم الدولة تم تشكيله مؤخرا لتطوير الأسلحة الكيميائية. وأوضحا أنه اعتقل في عملية ببلدة تلعفر شمال العراق، من دون أن يقدما تفاصيل إضافية.
من جانبهم، أكد مسؤولون استخباراتيون أن الولايات المتحدة بدأت منذ نحو شهرين استهداف مواقع إنتاج الأسلحة الكيميائية لتنظيم الدولة عبر غارات جوية وعمليات خاصة، وأوضحوا أن الغارات تستهدف المخابر والتجهيزات بينما تتكفل القوات الخاصة باستهداف الخبراء.
وكشف المسؤولون أن تنظيم الدولة أطلق برنامجا لإنتاج الأسلحة الكيميائية، واعتمد على خبراء من عهد صدام وخبراء أجانب. وعبر عدد من المسؤولين العراقيين عن مخاوفهم من الوضع لأن التنظيم يسيطر على مساحات واسعة تمكنه من امتلاك وإخفاء مخابر لإنتاج الأسلحة الكيميائية.
وتشير التقديرات إلى أن التنظيم نجح في إنتاج كميات محدودة من غاز الخردل، وأظهرت اختبارات وجود عينات من هذا الغاز بمواقع قصفها التنظيم في سوريا في أغسطس/آب الماضي.
غير أن خبراء أكدوا أن التنظيم غير قادر على شن هجمات كيميائية على نطاق واسع لأن مثل تلك الهجمات لا تحتاج لخبراء فقط، ولكن تتطلب تجهيزات خاصة ووسائل مناسبة لإنتاج الكميات الكافية لشن مثل هذه الهجمات.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أكراد الأربعاء إن أكثر من أربعين شخصا أصيبوا باختناق جزئي وتهيج الجلد في بلدة جنوب كركوك، بعد انفجار قذائف مورتر وصواريخ كاتيوشا مملوءة بمواد سامة في قريتهم مساء أمس بعد إطلاقها من مواقع يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وقال مسؤولون صحيون إن الهجمات لم تتسبب في وفاة أحد، وإن خمسة أشخاص لا يزالون بالمستشفى بعد الهجوم على قرية تازة التي تسكنها أغلبية من التركمان الشيعة.
وأكد محافظ كركوك نجم الدين كريم للصحفيين -خلال زيارة للقرية- أن تلك القذائف كان بها مواد سامة لم تعرف بعد طبيعتها.