تعيش العديد من المناطق في سوريا واقعا مأساويا تحت وقع حصار الجوع الذي تفرضه السلطات السورية على نحو متزايد على المناطق والبلدات المعارضة، والذي تطبقه أيضا المعارضة على المناطق الموالية للنظام.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: “على الرغم من الضربات الجوية التي يشنها النظام على معارضيه إلا أن سلاح التجويع بات يستخدم على نحو متزايد من قبل السلطات السورية، حيث قامت بقطع ومنع دخول أية إمدادات غذائية لتلك المناطق في وقت نشر نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صورا لعشرات الحالات التي تظهر حالة الهزال الشديدة التي أصابت رجال ونساء وأطفال وتحديدا في بلدة مضايا السورية”.
ونقلت واشنطن بوست، عن بافل كشيشيك، أن الوضع على الأرض ينهار وخاصة في المناطق التي تعيش تحت وقع الحصار الذي يفرض عليها.
وقالت وكالات الإغاثة الدولية، إن النظام يحاصر ويجوع مناطق حتى الموت كما يحصل في مضايا، حيث تقول داني قباني الناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن نساء وأطفال مضايا يتضورون جوعا حتى الموت، مؤكدة أن 7 أشخاص على الأقل ماتوا خلال الأسبوع المنصرم في البلدة التي تضم نحو 44 ألف شخص.
ومنذ التدخل الروسي في سوريا، وزيادة الغارات الجوية على مناطق المعارضة، شهدت الأزمة الإنسانية في البلاد تفاقما كبيرا خاصة مع بدء القوات السورية بتطبيق مزيد من إجراءات حصار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
سلاح التجويع الذي يستخدمه الأسد ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بات يهدد محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة والمقرر في جنيف الأسبوع المقبل، حيث أعلنت عدة جماعات سورية معارضة بأنهم لن يشاركوا في المفاوضات ما لم تسمح الحكومة بتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق التي تحاصرها.
نشطاء في المعارضة السورية اتهموا الأمم المتحدة بالتقليل من العدد الفعلي للأشخاص الذين يعيشون تحت الحصار، في وقت ينفي فيه مسؤولي الأمم المتحدة مثل هذه الاتهامات.