تساءلت واشنطن بوست في افتتاحيتها عما كان يعرفه الرئيس الصيني شين جين بينغ عن فيروس كورونا وتوقيت معرفته به. وذكرت الصحيفة أن المرحلة الأولى لانتشار الفيروس تشكل ثغرة مهمة لا تزال غير مفهومة جيدا، ورأت أن العمل المبكر والفوري كان يمكن أن ينقذ الأرواح ويجنب الاضطرابات الهائلة.
ولكن بدلا من ذلك تعرض الشعب الصيني للخطر في الأسابيع الأولى للفيروس عندما فشل مسؤولوهم في إطلاق جرس الإنذار حتى بالرغم من أنهم علموا أن شيئا ما مقبل، وفق تعبير الصحيفة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن كل تفاصيل عملية صنع القرار في بكين لم تظهر إلى العلن بعد، لكن إفشاء مهما نشر في 15 فبراير/شباط في مجلة الحزب الشيوعي النصف الشهرية، قيوشي، التي أعادت طبع نص خطاب ألقاه الرئيس شين في 3 فبراير/شباط، وفقا للنشرة الإخبارية Sinocism، حيث أعلن شين في الخطاب “لقد أصدرنا مطالب خلال اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي في 7 يناير/كانون الثاني للعمل على احتواء الانتشار”.
وعلقت الصحيفة بأنه وفقا لكلامه كان شين يعرف بالانتشار في ذلك اليوم، وربما قبل ذلك بأيام. واعتبرت هذا الأمر مهما لأنه في تلك اللحظة حُجبت المعلومات بشكل كبير عن الشعب. ووفقا لتقرير تفصيلي داخلي نشره مشروع تشاينا ميديا، كما أشارت الصحيفة سابقا، أصدرت هيئة الرعاية الصحية في ووهان في 30 ديسمبر/كانون الأول “أمرا إلى المستشفيات والعيادات ووحدات الرعاية الصحية الأخرى تحظر تماما إصدار أي معلومات حول هذا المرض الجديد”.
وألمحت الصحيفة إلى أن التقرير يقول إنه بينما أبلغ المسؤولون الصينيون منظمة الصحة العالمية عن تفشي فيروس كورونا جديد “لم يبلغوا شعبهم، ولكن بدلا من ذلك فرضوا سرية تامة”.
وقالت واشنطن بوست إن شين أصدر تعليمات للتعامل مع التفشي في 20 يناير/كانون الثاني، بعد نحو أسبوعين من حديثه إلى المكتب السياسي، وعلقت متساءلة: لماذا حينها فقط، وما الذي كان يعلمه ومتى عرفه، وهل كان يأمل في تجنب إرباك الاتفاق التجاري مع واشنطن، ولماذا يكشف تدخله في 7 يناير/كانون الثاني الآن؟
وتساءلت الصحيفة معلقة: هل كان يريد أن يبدو كقبطان السفينة الحكيم بحيث يمكن معاقبة المسؤولين من المستوى الأدنى؟ وختمت بأن الصين أمامها تحد هائل في مواجهة تفشي المرض، وأنها شنت الآن حملة احتواء هائلة وأن نجاحها أو فشلها سيؤثر على العالم بأسره.
نقلا عن: الجزيرة