قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن تركيا تتجه إلى حرب أكثر شراسة وصراحة مع تنظيم الدولة، عقب تفجيرات مطار أتاتورك في إسطنبول، أمس الأول، كما أن ذلك قد يمهد لتدخل تركي أكبر في الصراع السوري.
يأتي هذا في وقت لم يعلن تنظيم الدولة حتى الساعة مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم الدولة، حيث قتل فيه 42 شخصاً وأصيب 239 على الأقل.
هجوم مطار إسطنبول يأتي عقب سلسلة من الهجمات التي نفذها في وقت سابق من هذا العام مقاتلون أكراد، إلا أن تفجيرات المطار وفقاً لمحللين تحمل بصمات تنظيم الدولة وليس الجماعات الكردية.
مسؤول تركي قدم وصفاً لعملية تفجير المطار، مشيراً إلى أن أحد المهاجمين فجر قنبلة في صالة القادمين في الطابق الأرضي منها وتحديداً بالمحطة الدولية، وبعده بدقيقة واحدة قام مهاجم آخر بالتفجير في صالة المغادرين في الطابق العلوي، قبل أن يقوم انتحاري ثالث بتفجير نفسه في منطقة وقوف السيارات، في خضم الفوضى التي أحدثتها التفجيرات السابقة حيث كان الناس يفرون.
ولم تعرف بعد المنطقة التي شهدت اشتباكات بين عناصر الأمن والمهاجمين، كما أعلن أثناء الهجوم، إلا أن شهود عيان تحدثوا عن مشاهد ذعر وخوف أدت الى وقوع إصابات بين المسافرين.
فيصل رشيد، عراقي كان قادماً من السويد باتجاه العراق، قال إن الجميع كان يركض نحو الخارج، ” لم نكن نعرف ماذا نفعل، كنا نهرب من الموت، كنا نريد الخروج من المكان فقط”.
ويعد مطار إسطنبول واحداً من أكثر مطارات العالم اكتظاظاً بالمسافرين، حيث يستقبل سنوياً قرابة 60 مليون مسافر، ويعد المركز الرئيسي للناقل الجوي الوطني، الخطوط الجوية التركية.
يقول سونر جاغابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إذا ثبت أن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراء الهجوم فإنه سيكون بمنزلة إعلان حرب، مؤكِداً أن الهجوم هذه المرة مختلف حيث إنه استهدف قلب العاصمة الاقتصادية وأدى إلى مقتل العشرات.
وتابع: “ستكون عواقب هذا الهجوم واسعة النطاق، والرئيس أردوغان الذي يصور نفسه على أنه زعيم قوي، سيستغل هذه الفرصة ولن يدعها تفلت”.
وسبق لتركيا أن اتخذت خطوات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي نما بشكل سريع وسط الحرب الأهلية في سوريا المجاورة، رغم كل اعتراضات البعض بأن تركيا لا تريد أن تدخل بصورة مباشرة في معركة مع المتطرفين.
تركيا كانت تصر على ضرورة أن يغادر بشار الأسد السلطة في سوريا، وأيضاً أن يتم ردع المليشيات الكردية التي تسعى للحصول على حكم ذاتي في سوريا؛ الأمر الذي قد يشكل إلهاماً للأكراد في تركيا لاستنساخ التجربة.
واتهمت تركيا سابقاً بأنها تراخت في مراقبة حدودها مع سوريا، الأمر الذي سهل دخول العناصر الراغبة بالانتماء إلى تنظيم الدولة، وهو ما كانت تنفيه تركيا مراراً، حيث انضمت تركيا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة وفتحت قاعدة إنجيرليك الجوية للطائرات الأمريكية، كما تعرضت تركيا لخمس هجمات انتحارية كبيرة في العام الماضي، ألقى فيها باللوم على تنظيم الدولة.
محللون يعتقدون أن الجانبَين، تركيا وتنظيم الدولة، يتجهان إلى صراع كامل بعد الصراعات المحدودة التي شهدتها الفترة الماضية بينهما.
الخليج أونلاين