حذرت الكاتبة الأميركية آني أبلباوم من الاعتقاد بأن إيران قد تغّيرت، وقالت إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ليس ميخائيل غورباتشوف (آخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق) وأن هذه الفترة ليست فترة بريسترويكا، بل على العكس “فإن القمع قد ازداد منذ تولى روحاني السلطة“.
وأشارت في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست إلى أنه وبرفع العقوبات عن إيران فقد حانت لحظة التغيير، وإلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف هذه اللحظة بأنها “فرصة فريدة، ونافذة للسعي لحل قضايا هامة”. كما أوردت تصريحا للدبلوماسي الأميركي السابق نيكولاس بيرنز قال فيه “وصلنا إلى نقطة تحوّل في تاريخ الشرق الأوسط الحديث“.
وأعربت عن اتفاقها مع تصريحات أوباما وبيرنز، قائلة إن التغيير قد عُرض على إيران، لكنها لم تتغيّر. وأضافت أن معدلات القمع قد ازدادت داخل إيران منذ تولي روحاني “المعتدل” الرئاسة، فقد ارتفعت حالات الإعدام حيث كانت إيران ثاني أعلى دولة تنفذ إعدامات عام 2014 بعد الصين.
واستمرت أبلباوم تقول إن القمع السياسي والتمييز الديني ازدادا أيضا، كما ازدادت الضغوط على المثقفين حتى بعد رفع العقوبات، وأوردت عددا من الأمثلة.
الشريك الموثوق
وقالت لو كانت هناك إمكانية لعزل هذه الحقائق كي نصف إيران بأن لها “سجل سيئ في حقوق الإنسان” وأن “سياستها الخارجية تشهد تحسنا” فسيكون هناك معنى لتجاهل هذه الحقائق، لكن “وكما علمتنا التجربة الغالية في روسيا وغيرها” فإن الأنظمة التي تحتاج للعنف لإخضاع مواطنيها لن تكون شريكة دبلوماسية موثوقة.
وأضافت أن أي أقلية حاكمة تخشى الثورة الشعبية ضدها ستقوم بتفصيل سياستها الخارجية من أجل الحفاظ على حكمها، وفي الوقت الراهن يعتقد روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف أن رفع العقوبات سيساعد في تحسين الاقتصاد الإيراني وينشئ تأييدا شعبيا “لكن إذا لم يحدث ذلك، فإنهما أو من يخلفونهما سيوجهون فورا الغضب الشعبي مرة أخرى ضد الشيطان الأكبر“.
واختتمت بقولها إن التغيير جاء إلى منطقة الشرق الأوسط، لكنه لم يأت إلى إيران، وإلى حين أن يأتي إليها ستظل مصدرا لعدم الاستقرار والعنف بجميع أنحاء المنطقة.
مركز الشرق العربي