قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور، الاثنين، إن حسم المعركة في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لن يكون سريعا، فيما قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مدينة حلب بأكملها ليست سوى مسألة وقت.
معركة سيطول أمدها
وذكرت باور أمام مجلس الأمن الذي التقى لمناقشة الأزمة في حلب: “كلما طال أمد القتال، كلما علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، وكلما دفعوا ثمنا أكبر”.
وأعلنت الفصائل السورية المسلحة أمس الأحد سعيها للسيطرة على كامل مدينة حلب بعد أن كانت تمكنت خلال اليومين الماضيين من كسر الحصار الذي كانت القوات الحكومية تفرضه على الأحياء الشرقية للمدينة.
وقالت باور إن “القتال خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جدا (..) وهو أنه رغم القوة الكبيرة لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وروسيا وإيران وحزب الله، فإن أيا من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب”.
مسألة وقت
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة، الاثنين، إن سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مدينة حلب بأكملها ليست سوى مسألة وقت.
وأشاد العبدة في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” بالتوحد بين فصائل المعارضة بعد انضمام جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي كانت ترتبط بتنظيم القاعدة، إلى الفصائل المسلحة الأخرى في المعركة على حلب.
وخلال اليومين الماضيين تمكن مقاتلو المعارضة من كسر الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على شرق مدينة حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة المعارضة، في ضربة لقوات النظام.
وقال العبدة: “أعتقد أن هذا ربما يكون أهم تطور في الثورة السورية في سنواتها الخمس والنصف الماضية”.
وأضاف: “أعتقد أن ذلك سيمهد الطريق لانتقال سياسي صحيح، وهو الأمر الذي لا يأخذه المجتمع الدولي بجدية كافية”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الفصائل المعارضة قادرة الآن على السيطرة على حلب بأكملها، وهو التطور الذي يمكن أن يشكل أكبر ضربة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب بأكملها، قال العبدة: “أعتقد أن ذلك مسألة وقت فقط. وسيحدث”. وأضاف: “نرى بوضوح أن قوات النظام غير قادرة على المقاومة”.
وقال العبدة إن قوات المسلحين انتقلت من الدفاع إلى الهجوم ليس فقط ضد قوات النظام السوري بل كذلك ضد حلفائهم في حلب الذين قال إن من بينهم قوات إيرانية وعناصر من حزب الله ومليشيات عراقية.
وأضاف العبدة: “نحن نبذل كل ما بوسعنا لإخراج هؤلاء الأجانب من أرضنا حتى يستطيع شعبنا أن يعيش في سلام وهدوء”.
وأشاد بـ”الوحدة السياسية والعسكرية” الجديدة بين الفصائل المقاتلة، وقال إنها “عامل رئيسي” وراء نجاح المعارضة في حلب.
وقال: “أعتقد أن جميع الفصائل المقاتلة تقريبا شاركت (..) ولأول مرة أظهروا مستوى احترافيا من التنسيق والعمل”.
ودافع العبدة عن مشاركة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، إلا أنه حذر من تركيز كل الاهتمام على مشاركتها في القتال بسبب علاقاتها السابقة بتنظيم القاعدة.
وقال: “الجيد هو أن جميع الفصائل المشاركة ليست لها علاقات بالتنظيمات الإرهابية” مثل القاعدة وتنظيم الدولة.
وأضاف أن “إبعاد (فتح الشام) نفسها عن القاعدة (..) هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن نحتاج إلى خطوات حاسمة أخرى لكي تصبح أكثر انسجاما مع الثورة السورية”.
وأوضح أن فتح الشام “تلعب دورا كجميع الفصائل المسلحة” في القتال في حلب. وأضاف يجب أن نحذر من زيادة التركيز عليها” مضيفا أن فتح الشام “ربما تشكل ما لا يزيد عن 10 بالمئة من القوات المقاتلة (..) أما الآخرون فيعملون بصمت ويجب أن نقدر لهم ذلك”.
عربي 21