بداية وعلى الهامش، إليك عزيزي القارئ ما قاله الفنان السوري بسام الكوسا عن الفنان السوري الراحل زهير رمضان يوما ما : ” زهير رمضان بمتاز “بالتخوين” و “فنجرة العيون”؛ التحديق، و” التفتفة؛ البصق، وحول النقابة “لمزرعة” خاصة به، ويقول لك، أنا وطني “وبنفجر عيونو”! وهل تحتاج الوطنية لفنجرة العيون والتهديد ؟! هذه زعبرة وكذب على العالم”. هذا الرجل مستعد أن يعطي حكما بالإعدام لمن يرى أنه غير وطني.
ومع تضارب الأنباء عن وفاة الفنان زهير منذ يومين، الخبر الذي انتظره بفارغ الصبر، فنانون مقربون من النظام، فضلا عن معارضين، إضافة لنشطاء مواقع التواصل التي ضجت بمنشورات وفاته بما فيها حسابات لبعض مشافي النظام، وصفحات تنشط بمناطق سيطرته، نفت نقابة الفنانين وفاته قبل يومين بداية. لماذا كل هذا التفاعل والترقب لخبر وفاته؟ لعل الفنان كوسا اختصر بسهولة السبب.
وأمس كلما تصفحت الفيسبوك مر علي عشرات المنشورات لنشطاء وفنانين شامتين بوفاته الذي أكدته النقابة في ساعة متأخرة من المساء رغم ” أنه ليس في الموت شماته”، ولكن لسان حالهم يقول” الحمد لله الذي أماته”!
“زهير” كان بوقا فنيا للنظام القمعي الكيماوي من الطراز السادي الذي يتلذذ بالاتهام والتخوين والرمي بالعمالة باستكبار و” فنجرة عيون” كما وصفه بدقة الكوسا وأجاد. يقول الفنان المقرب من النظام بشار إسماعيل أن رمضان هدده بقطع لسانه لأنه انتقده مرة، وتضيف تولاي هارون ” ديبة” أنه دائما ما يهددهم بعلاقته ببشار الأسد، ويخيفهم وأصبحت النقابة أصعب من فروع الأمن التابعة للنظام. واعترض الفنان المقرب من النظام فادي الصبح “سلنكو” على مهاجمة رمضان للممثلين المعارضين ومنعهم من العودة لسوريا بتهمة الخيانة مع فصلهم من النقابة، وأصر الصبيح على فتح باب المصالحة لزملائه ومشاركتهم في بناء الدراما من جديد.
للحقيقة لا تستطيع أن تخفي الشماتة على موت فنان كان الأولى منه تسخير مهنته الإنسانية لمساندة الناس وحل القضايا المجتمعية برسالة الفن، وانتقاد تقصير السلطات بدل من التفاخر والظهور معهم. ورغم الدورين البارزين الذين لعبهما رمضان في مسلسل باب الحارة بدور أبو جودت الضابط الفاسد المرتشي، وبدور المختار عبد السلام البيسة في مسلسل ضيعة ضايعة، لم يشفعا له أمام وقوفه مع النظام السوري المستبد الذي سخر النقابة لتلميعه وتجميله وإظهار الفنانين المعارضين أنهم خونة وعملاء ومأجورين “للوطن”.
شتم الفنان المعارض أنور بلبل زهير بعد وفاته بأقوى الشتائم، شامتا وفرحا بموته لدرجة تجعلك تتساءل عن عمق الأزمة والشرخ الذي أحدثه زهير في الوسط الفني السوري من خلال منصبه النقابي.
مات زهير رمضان وطويت صفحة سوداء فنية سورية أساءت ولا شك للفن في سوريا بسبب انخراطه لأجل المنصب بالدفاع عن الأسد. وينتظر المهجرون السوريون بكل مكان وفاة فنانين عريقين هاجموهم وأساؤوا لهم بدلا من الوقوف بجانبهم، ولطخوا سمعتهم الفنية كدريد لحام وعارف الطويل والمخرج نجدت أنزور.
مقال رأي / محمد إسماعيل
المركز لصحفي السوري
عين على الواقع