“فتح الشام” بدلا من “جبهة النصرة” ومصالح أهل الشام، مقدمة على أهداف التنظيم ورؤيته العالمية.
بهذه العبارات المقتضبة أعلن أبو محمد الجولاني أمير فتح الشام، فك الارتباط عن تنظيم القاعدة.
ويأتي هذا الإعلان بعد مطالبات عديدة للجبهة بفك ارتباطها بالقاعدة من عدة دول وفصائل وجهات وشخصيات ثورية وصديقة، لما لهذا الارتباط والاسم من انعكاسات سلبية وخطيرة على الثورة السورية، من وجهة نظرهم.
حيث انقسم المؤيدون للثورة إلى عدة أقسام في نظرتهم للجبهة وتيارات إسلامية أخرى،
فالبعض يرى أن معظم التنظيمات والفصائل التي طرحت مشاريع دينية، ورفعت شعارات ورايات إسلامية، وإن كانت نيات معظمها صادقة، وأفعال جنودها أكبر من أن يشكك فيه، غير أن هذه الشعارات والرايات، لم تخدم من خلال طرح هذه الشعارات والرايات الا أعداء الثورة والشعب السوري وفي مقدمتهم نظام الأسد وايران واسرائيل والولايات المتحدة وروسيا.
ومعظم هذه التنظيمات ليست إلا صنعية النظام السوري وملالي طهران والنظام الدولي المترصد لأي حركة ثورية تنهض بالشعوب وتخرج من عباءة الاستعمار وأدواته المتمثلة بحكام طغاة يدورون في فلك الدول المستعمرة ومصالحها مقابل بقائهم على كراسي الحكم.
والهدف من هذه التنظيمات إجهاض ثورات الشعوب من جهة وإفناء الشباب الملتزم الثائر تحت شعارات براقة، ولكنها في الحقيقة ليست إلا مصائد وأفخاخ للتخلص منهم، ودمار بلدانهم، واحتلالها تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
فيما يرى آخرون أن هذه الفصائل التي تطرح شعارات إسلامية منها ماهي مشاريع خارجية بحتة تحركها المخابرات الإقليمية والعالمية من وراء الكواليس، خدمة لأجنداتها وأطماعها، وآخرون يرون أن بعضها حقيقي وواقعي وهو من ضمن الثقافة الدينية لهذه الشعوب وتلامس في أهدافها مصالح الشعوب وتطلعاتها، غير أن رفع شعاراتها، أضر بالثورة وخدم نظام الأسد بدون قصد وكان من الأولى بها تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم (استعينو على قضاء حوائجكم بالكتمان).
فيما يرى آخرون أن هذه الشعارات انعكاس حقيقي لحركة الشعوب وحضارتها وثقافتها وأن أعداءها لن يقدموا الحجج والدعاوي للوقوف ضد تطلعاتهم بالحرية والكرامة، وأن الثورة بقيت خارح هذه الشعارات فترة من الزمن ومع ذلك لم يسمح لها بالانتصار وتقرير مصيرها بل على العكس تماما تم الضغط عليها ومحاصرتها،ومنع عنها السلاح، في الوقت الذي سمح لنظام الأسد باستقدام الميليشيات الطائفية من كل حدب وصوب، وتم مدها بكافة أنواع الأسلحة والمعدات.
فيما يرى آخرون أن الحجة جاهزة لتحويل القاتل إلى شريك والضحية إلى مجرم ومتهم.
وقضية السلاح الكيماوي وتدمير العراق ليست بالبعيدة وآخرها دعم الانقلاب العسكري التركي في مواجهة حكومة شرعية ومنتخبة وتأييد انقلاب عسكري مصري ضد حكومة منتخبة مازالت ماثلة أمام أعيننا بتجلياتها وأبعادها، فتدمير المنطقة غاية وهدف لخدمة اسرائيل وتحقيق المصالح مهما بدلت الفصائل في التوجهات وغيرت من المناهج والولاءت فقادم الأيام كفيل بمعرفة ماتؤول إليه الأمور.
وبكل الأحوال إسقاط الرايات لصالح راية واحدة وخلع الألقاب لصالح قائد واحد وتقديم مصلحة الأمة على حساب الفصيل هو عين المطلوب، فهذه التنظيمات والرايات ليست إلا وسائل لنصرة هذا الشعب ورفع الظلم عن كاهليه ففك الارتباط وإعلان الانفكاك خدمة لهذا الشعب هو عين المقصود وغاية المطلوب والهدف.
المركز الصحفي السوري_وضاح حاج يوسف