في تقرير جديد لمنظمة هيومن رايتس ووتش نشرته مساء أمس الإثنين، جاء فيه أن القوات الأمريكية لم تتخذ الاحتياطات الضرورية في قصفها مسجداً ببلدة الجينة في ريف حلب الغربي.
حمّلت منظمة هيومن رايتش ووتش السلطات الأمريكية المسؤولية الكاملة في تقريرها الجديد المكوّن من 13 صفحة حول استهداف مسجد الجينة بريف حلب الغربي.
وقد جاء في التقرير أن تصريحات السلطات العسكرية الأمريكية بعد الهجوم تشير إلى عدم معرفتها أن المبنى المستهدف كان مسجدا، وأن الصلاة كانت على وشك البدء فيه، وأنه كانت هناك محاضرة دينية وقت الهجوم”.
“لكن لو حُلّل الهدف بشكل سليم، لاكتُشف أن المسجد لايحوي أي جماعة مسلحة أو جماعة أخرى كانت مجتمعة في المسجد”.
وفي سياق التقرير الذي جاء بعنوان “الهجوم على مسجد عمر بن الخطاب” قال نائب مدير برنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش “أولي سولفانغ”:
“يبدو أن الولايات المتحدة أساءت فهم عدة أمور بشكل فادح في هذا الهجوم فدفع عشرات المدنيين الثمن على السلطات الأمريكية معرفة الأخطاء التي حدثت، والقيام بما يتوجب فعله قبل شنها الغارات، وضمان عدم تكرار ذلك”.
ففي الساعة السابعة من مساء 16 آذار، أغارت الطائرات الأمريكية على موقع جنوب غرب قرية الجينة، غربي محافظة حلب ، واعترفت السلطات العسكرية الأمريكية بالغارة قائلةً إنها استهدفت اجتماعا لعناصر “القاعدة”، وبعد التدقيق تبين أن موعد الغارة جاء قبيل صلاة العشاء بـ15 دقيقة فقط وقد اعترف المسؤولين الأمريكيين باستهداف البلدة مشيرة إلى أن المبنى المستهدف كان قاعة اجتماعات مبنية جزئيا.
وبعد التحقيقات التي أجرتها المنظمة واعتماداً على صور وفديوهات الناشطين الواردة من منطقة الاستهداف أكدت المنظمة أن المبنى المستهدف كان مسجدا وليس قاعة اجتماعات.
وأشارت المنظمة أنها قد عرضت نتائج تحقيقها على القيادة المركزية الأمريكية في الـ14 من نيسان الجاري مشيرة أن القيادة المركزية أكدت أنها ستحقق بعناية بقضية استهداف المسجد آخذة بعين الاعتبار نتائج تحقيق هيومن رايتس ووتش.
يذكر أن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي استهدفت بقذائف صاروخية شديدة الانفجار مسجد عمر بن الخطاب في بلدة الجينة بريف حلب الغربي في الـ16 من آذار الماضي أدت إلى استشهاد 57 مدنياً كانوا يحضرون جلسة دعوية دينية.
المركز الصحفي السوري