دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم الثلاثاء، التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة إلى “استباق تبعات سقوط الموصل” في شمال العراق، محذرا بصورة خاصة من “عودة المقاتلين الأجانب” إلى بلادهم أو انكفائهم إلى سوريا.
وقال هولاند لدى افتتاح اجتماع لوزراء دفاع الدول الرئيسية في التحالف الدولي في باريس إن “استعادة الموصل ليست هدفا بحد ذاتها. علينا منذ الآن استباق تبعات سقوط الموصل”، آخر معاقل تنظيم الدولة في العراق، مشددا على التحديات السياسية والإنسانية والأمنية التي يطرحها الهجوم لاستعادة المدينة.
يعقد الاجتماع بعد أسبوع على بدء الهجوم الذي يشنه الجيش العراقي والمقاتلون الأكراد بدعم من التحالف على الموصل، ثاني مدن العراق التي يسيطر عليها التنظيم منذ حزيران/يونيو 2014.
وتابع هولاند “التحدي في عملية استعادة الموصل هو المستقبل السياسي لهذه المدينة وللمنطقة وللعراق”، مشددا على ضرورة أن تتمثل “جميع المجموعات الاثنية والدينية” في الإدارة المقبلة للمدينة ذات الغالبية السنية.
وقال “التحدي الثاني إنساني. ثمة ما يدعو إلى التخوف من أن يستخدم التنظيم كل وسائل التحرك التي يملكها، حتى الأكثر وحشية منها، ويؤخر السيطرة على الموصل. هدفنا يجب أن يكون حماية السكان المدنيين، وليس ضربهم مثلما يفعل آخرون في سوريا، لا سيما في حلب”، في اشارة الى نظام الأسد وحليفته روسيا.
ودعا هولاند من جهة أخرى الى “التنبه حيال عودة المقاتلين الأجانب” في صفوف تنظيم الدولة الى بلدانهم، أو انكفائهم الى سوريا.
وهناك بحسب المصادر الفرنسية حوالى 300 فرنسي في تنظم الدولة الذين يقاتلون في الموصل ويتراوح عددهم بين أربعة وخمسة آلاف مقاتل، إضافة الى عدد مماثل من المقاتلين الفرنسيين في الرقة، أكبر معقل للتنظيم في سوريا.
وأضاف أنه “سيكون هناك أيضا إرهابيون سيختبئون ويحاولون التوجه الى الرقة. علينا أن نتعرف عليهم بوضوح. وهذا يمر عبر تقاسم واسع لمعلوماتنا واستخباراتنا”، مضيفا “هذه ضرورة مطلقة”.
ودعا هولاند وزراء التحالف مرة جديدة الى العمل على “تحديد مراحل العمليات المقبلة” وخصوصا عملية استعادة الرقة.
وقال “اذا سقطت الموصل، ستكون الرقة آخر معقل للتنظيم. علينا التحرك بحيث يتم تدمير التنظيم واستئصاله في كل الأماكن”.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تتوقع أن تتداخل عمليتا الموصل العراقية والرقة السورية ضد تنظيم الدولة، في مؤشر على أن المساعي لبدء عزل الرقة التي يتخذها معقلا رئيسيا له ربما تلوح في الأفق.
المركز الصحفي السوري- وكالات