قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده ودولاً أخرى تعمل على فتح ممرات إنسانية في حلب لتتيح إخراج السكان من الأحياء المحاصرة وأيضاً تزويد الذين سيبقون فيها بالغذاء. وقال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية رياض حجاب: «يعتقد النظام السوري أنه ربح جزءاً من المعركة، في حين أنه أنشأ فقط رعباً وكارثة… لا يمكن أن يكون هناك حل إلا بوقف القتال وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الذين هم اليوم ضحايا ومن دون أن يكون هناك على المدى الطويل حل سياسي».
وأضاف هولاند: «أردت تقديم دعم فرنسا الكامل للمعارضة السورية الديموقراطية التي لا علاقة لها بالمنظمات الإرهابية كما (يروّج) خطاب النظام وداعمه النظام الإيراني اللذين يريدان الخلط بينهما. فالمعارضة الديموقراطية تقاوم أيضاً المنظمات الارهابية، داعش والنصرة». وتابع: «تتوجب علينا مقاومة داعش الذي يتراجع لكنه أيضاً يتقدم في تدمر. علينا أن نعمل لتحرير الرقة وعلينا تنسيق جهودنا كي تتمكن القوات على الأرض من أن تستعيد الرقة بمساعدة قواتنا الجوية». وتمسك بأن ما يجري في سورية يُعدّ جرائم حرب و «لن يكون هناك نجاة من العقاب».
واختتم قائلاً أن فرنسا لم تغيّر موقفها وما زالت تدين «إرهاب النظام … وستستمر على هذا النهج ولن تترك المعارضة الديموقراطية».
أما حجاب فقال: «وضعنا الرئيس في صورة ما يحصل ميدانياً في حلب من كارثة إنسانية مروعة بكل معنى الكلمة. حلب وإدلب وحمص وحماة ودرعا وكل المناطق السورية تعاني، لكن أبناء حلب مدينة الحضارة للأسف هم تحت الأنقاض ومنهم أجساد منتشرة في الشوارع ولا يوجد مراكز طبية بسبب قصف القوات الروسية والميليشيات الإيرانية والطائفية. ولا يوجد مكان لدفن الجثث المنتشرة. إنهم يتبعون سياسة الأرض المحروقة في حلب… تحدثنا مع الرئيس عن أهمية رفع معاناة الشعب السوري وفتح الممرات الآمنة لخروج المدنيين وإيصال المساعدات. هم يفعلون ذلك بمدنيين عزل في مدينة حلب وفي غيرها بحجة محاربة الإرهاب، في حين نرى في الوقت ذاته ما يطرح علامات استفهام كثيرة: إنهم يهربون أمام تنظيم داعش في تدمر كالجرذان». وأكد تمسك المعارضة بمحاربة الإرهاب، لكنه قال أن ذلك «يحتاج إلى حرب شاملة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ورفع الظلم وإنهاء الدكتاتورية وإزالة الطائفية».
وأكد حجاب أن المعارضة ملتزمة العملية السياسية، مضيفاً: «إذا كان بشار الأسد وحلفاؤه يظنون أنهم حققوا بعض التقدم في حلب ولذلك فإننا سنساوم على أهداف وثوابت الثورة… فهذا لن يحصل إطلاقاً (لن نساوم) على حقوق الشعب السوري».
الحياة