وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم على الكنيسة بأنه “جريمة إرهابية دنيئة”، وتوعد بمواصلة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار في كلمة أذاعها التلفزيون الفرنسي إلى أن الحرب مع ما وصفه بالتطرف الإسلامي، سواء داخل فرنسا أو خارجها ستكون طويلة، مؤكدا عزم حكومته على مواجهة هذا “الخطر المتعاظم”.
ورغم ذلك رفض الرئيس الفرنسي -الذي تفقد أمس الثلاثاء موقع الهجوم على الكنيسة- دعوات اليمين المتطرف إلى تشديد قوانين مكافحة الإرهاب.
وقال هولاند في كلمة متلفزة “إن التضييق على حرياتنا لن يعطي فاعلية في مكافحة الإرهاب”، معتبرا أن قوانين مكافحة الإرهاب التي تم التصويت عليها عام 2015 تمنح السلطات “القدرة على التحرك”.
وقد ألغى هولاند زيارة إلى براغ كانت مقررة لمناقشة أمور تتعلق بالاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء بعد هجوم على كنيسة قرب مدينة روان أمس تبناه تنظيم الدولة.
وكما حصل بعد هجوم نيس، سارعت المعارضة من اليمين المتطرف إلى اتهام الحكومة بالتراخي على خلفية الهجوم الذي استهدف كنيسة في بلدة سانت إتيان شمال فرنسا، حيث نددت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان عبر موقع تويتر بكل الذين يحكمون فرنسا منذ ثلاثين عاما.
من جانبه قال محمد الكرابلة الممثل الإقليمي للجمعية الإسلامية في فرنسا إن أفراد الجالية المسلمة يقعون ضحية للأعمال الإرهابية مرتين، وذلك بصفتهم مواطنين ومسلمين أيضا، مشيرا إلى أن الجناة ينفذون أعمالهم باسم المسلمين.
وأضاف الكرابلة أن “مثل هؤلاء الناس لا نراهم في مساجدنا أصلا. كلما حدث أمر كهذا تتجه أنظار الناس إلى المسلمين لكننا بعيدون كل البعد عن ذلك، المسلمون عندما يأتون إلى هنا يقصدون الصلاة ومن ثم يعودون إلى بيوتهم، والحقيقة نحن ضحية هذه الأعمال مرتين بصفتنا مواطنين أولا ومسلمين أيضا”.
في غضون ذلك قالت السلطات الفرنسية إنها تعرفت على أحد منفذَيْ الهجوم على كنيسة قرب مدينة روان. واسمه عادل كرميش، وأوضحت أنه كان تحت المراقبة، وحاول سابقا السفر إلى سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة.
في السياق قالت تقارير تلفزيونية فرنسية إن تركيا رحّلت المهاجم المدعو “عادل كرميش.” على خلفية محاولته التسلل عدة مرات إلى سوريا العام الماضي، وأضافت أن الادعاء الفرنسي رفع دعوى بحقه في 22 مايو/أيار 2015 بتهمة الانضمام لمنظمة إرهابية، وأن القضاء أصر على إطلاقه في 22 مارس/آذار الماضي شريطة “الالتزام بالرقابة القضائية”.
الشرطة تطوق الكنيسة التي احتجز فيها الرهائن (الجزيرة) |
وذكرت مصادر مطلعة أن المهاجم عادل عمره 19 سنة، وأنه حاول الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مرتين في مارس/آذار ومايو/أيار 2015، وأنه كان تحت المراقبة القضائية في فرنسا ويحمل سوارا إلكترونيا للمراقبة، كما كان ملزما بالحضور والتوقيع يوميا في مركز الأمن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد جيران عادل أنه لم يسبق له “أن شاهده في المسجد” الذي يصلي فيه يوميا، مضيفا “كنا نعرف أنه يريد الذهاب إلى سوريا”.
ونقلت الوكالة أيضا عن مصدر قريب من التحقيق أن المهاجم كان لا يزال قاصرا عند محاولته الأولى التوجه إلى سوريا، حيث اعتقل في محطة العبور بألمانيا، بينما أوقفته تركيا في المحاولة الثانية عندما كان قد تجاوز الثامنة عشرة، حيث رحلته تركيا إلى سويسرا التي جاء منها، ثم سلّم إلى فرنسا.
ولم يكشف عن هوية الشريك الثاني في العملية، بينما ألقت قوات الأمن القبض على شاب في المدينة عمره 17 عاما، يشتبه في كونه على علاقة بالهجوم.
وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة قد تبنت الهجوم، وقالت إن منفذَيه استجابا لنداءات أطلقها التنظيم لاستهداف “دول التحالف الصليبي”.
وأنهت الشرطة الفرنسية الثلاثاء عملية احتجاز رهائن في الكنيسة بعد أن قتلت منفذَيْها، كما قتل قس أثناء العملية، وأفاد شهود عيان أن عملية الاحتجاز بدأت أثناء إحياء قداس واستهدفت قسا وراهبتين وعددا من رواد الكنيسة.