في ظل الهجمة الشرسة التي قادتها القوات الروسية بطائراتها وقواتها البرية والتي ظهرت للمرة الأولى علانية في بلدة سلمى برفقة قوات النظام والتي دخلت البلدة في الحادي العشر من شهر كانون الثاني المنصرم بعد هجوم شرس استمر لثلاثة اشهر ونصف لاقت مقاومة شديدة من ثوار المنطقة تكبدت من خلالها قوات النظام والميليشيات المساندة لها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتعد بلدة سلمى عاصمة جبل الأكراد وتحظى بأهمية استراتيجية لكل من النظام والمعارضة على حد سواء وذلك لما تمثله من خطر ونقطة متقدمة لمدينة اللاذقية وريفها والتي تعد معقل النظام الرئيسي وحاضنته الشعبية في حين تكمن أهميتها الاستراتيجية للمعارضة باعتبارها خط الدفاع الأول عن ريف ادلب الغربي الممتد حتى بلدة جسر الشغور وسهل الغاب بريف حماه وتعتبر العمق الاستر اتيجي لجبل التركمان والذي يحوي المعبر الانساني الوحيد على الحدود التركية السورية في ريف اللاذقية
هذا ولاتزال قوات المعارضة تحتفظ ببلدة الكبينة والتي كانت موأل الثوار الأول في جبل الأكراد والتي انطلقت منه كتائب الثوار باتجاه بلدة سلمى وتحريرها منذ قرابة الأربع سنوات مع كامل جبل الأكراد والتركمان لتسقط مرة اخرى بيد النظام والجدير بالذكر فان سكان جبل الاكراد ذات أصول كردية استقدمهم السلطان صلاح الدين أثناء الحروب ضد الصليبين ليكونوا نقطة متقدمة ضد الصليبين وأعداء الأمة منذمايقارب الألف عام حتى الآن وكانت آخر معاركهم ضد الفرنسيين في العام 1920م حيث اندحر الفرنسيين في معركة القلعةالشهيرة في المنطقة (قلعة ترتياح) ولايزال سكان الجبل والذي يبلغ عددهم الخمسين الفاتقريبا (في احصايات تقريبية لعام 2010)* يظهرون ولاءهم لأمتهم ووطنهم في كل مرة يتهددها الأعداء حسب قولهم وكما أخبرنا الكثيرون ممن التقينا بهم من أهل المنطقة* ..فهل يعيد ثوار جبل الأكراد المبادرة في الهجوم على قوات النظام في ظل المتغيرات والظروف الدولية المعقدة والصعبة والتي تسير بطبيعة الحال لصالح النظام وحلفاءه أقله حتى اللحظة التي أكتب فيها مقالتي…أم أن الرقع اتسع على الراقع؟؟
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري