أشارت مجلة ذي ديلي بيست الأميركية إلى الأزمة المتفاقمة في سوريا في ظل الحرب المستعرة بالبلاد منذ أكثر من خمس سنوات، وقارنتها بتلك التي تعصف بـالعراق، وتساءلت: هل يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما تقسيم سوريا؟
وقارنت ذي ديلي بيست بين الأزمتين في كل من العراق وسوريا، وقالت إن جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي كان قبل عشر سنوات قد رغب في تقسيم العراق، معتبرا تقسيمها يمثل الحل للحرب الأهلية التي مزقت البلاد وانتهت عسكريا.
وقالت إنه بالنسبة لسوريا، فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعتقد أن تقسيم سوريا قد يكون هو الحل المنظور والوحيد، وذلك في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار الذي سعى له كيري بشكل كبير.
وأضافت أن احتمالات فشل الاتفاق كبيرة، وأنه يُخشى أن يتم استغلاله من جانب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وذلك من أجل “التهام” المزيد من الأراضي والقضاء على المزيد من المعارضة تحت ستار الالتزام بالدبلوماسية الدولية.
حركات متناحرة
وأشارت إلى أن كيري قال في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركيقبل أيام إنه يصعب الإبقاء على سوريا موحدة، وذلك إذا استغرق القتال في البلاد مدة أطول.
وأضافت أن الحرب المستعرة في سوريا أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 470 ألفا وتعرض عشرات الآلاف للتعذيب في السجون، وعن تشريد نصف سكان البلاد بين الداخل والخارج، وأن نحو نصف مليون منهم يعيشون الآن لاجئين في أوروبا.
وأشارت إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أميركي عن تقسيم سوريا، وأن سوريا الموحدة لم تعد موجودة، وأنها ستبقى من الآن فصاعدا مكونة من كانتونات تحكمها حركات تمرد طائفية متناحرة.