تعتبر الأعياد من أهم المناسبات التي تمر على الأمم، والأمة الاسلامية كباقي الأمم، لها أعيادها التي تحتفل بها، فالمسلمون يحتفلون بعيدين في العام الواحد، العيد الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى الذي يأتي في شهر ذي الحجه.
وفي سوريا بشكل خاص فإن للعيد معنىً آخر، فسوريا كما هو معروف بلد يمتلئ بالروحانية، وهذه السمة ليست جديدة عليها بل هي سمة مكتسبة أساساً من الأجداد والعراقة، وأصالة المدن، لكن ما حدث في سوريا اليوم من حرب امتدت على مدار خمس أعوام غيبت معالم الوطن، وقضت على أرواح مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
تروي “أم عاصم” من ريف إدلب “أي عيد سيأتي على الأهل في سوريا، لم يبقَ لي أهل.. آه صواريخ بشار وأعوانه الروس.. جعلتني وحيدة في حياة غابت عنها معايير الإنسانية وقست فيها القلوب حتى باتت كالحجارة.. في من يقتل شعبه.. عار عليه أن يتصف بالإنسانية”.
كما تكشف “أم أحمد” من ريف حلب (34 عاماً) ” أتمنى أن أصحو من جوّ الحرب.. وأمحي من ذاكرتي ركام السنين التي خلفت الموت والألم.. لا مأوى.. لا فرحة بالعيد مع غياب من نحب، باتت الذكريات الجميلة حبيسة قلب حزين، آه.. كم كانت حلويات العيد والكرابيج الحلبية مع الناطف وسكاكر والشوكولا ما يميز الأهل عن غيرهم، الآن وبهمة بشار بات على الأهل في حلب أن يحضروا الأكفان، مع استمرار قصف براميل وصواريخ الموت.. التي لا توفر حتى من كان في بطن أمه جنينا”.
تكشف “أم عبدالله” من ريف إدلب عن حزنها الشديد “في زمن عجز الرجال فيه عن تأمين قوت عيالهم، لم أتوانَ عن العمل المتواصل في خياطة الملابس القديمة وإعادة تصنيعها، وبصبر وتقنين استطعت توفير النقود وشراء ملابس جديدة لطفلي الذي تمنى على الدوام أن يشاهد والده المعتقل ثيابه الجديدة.. آه.. عندما أتذكر ضحكاته وتفاؤله برؤية والده تظهر بسمة على شفتي وتنزل دمعة من عيني لا أعلم أنعيه مع من بات تحت ركام المنزل أو أبتسم فهو طير من طيور الجنة في مكان لا ظلم فيه؟”.
أما فيما يتعلق بالطقوس الدينية للسوريين، فكما في باقي مناطق العالم الإسلامي ينطلق المسلمون إلى المساجد السورية لأداة صلاة العيد في اليوم الأول من أيام العيد، لكن السؤال هل سيستطيع السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تأدية صلاة العيد.. مع استمرار قصف الطائرات المدمرة.. وغياب معايير الإنسانية؟
تدمدم أم أحمد بآهات عميقة “حسرة على سوريا.. وعلى عيد سوريا.. مع غياب من نحب، لا بهجة للعيد ولو أشعلت كل مصابيح الدنيا.. لا نعلم هل سنعيد في الجنة؟”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد