مع حلول شهر رمضان وغيره من المناسبات، تكثر التهاني والتبريكات على منصات التواصل بطرق متنوعة وعلى هذه المنصات يشكو كثيرون من أن هذه الطرق المستحدثة بالتهنئة قد قللت إلى حد بعيد من التواصل الاجتماعي الحقيقي بين الناس.
اختزلت تلك الشاشات الصغيرة المشاعر في كلمات مباركات قليلة، لكن في الحقيقة يظهر سؤال يكشف نفسه تلقائياً، أين يتجلى التوجيه الخاص في إرسال نص عام من خلال نشرٍ جماعي على الوتس آب؟
صحيح أنها شبكات للـ(تواصل)، لكنها في حقيقة الأمر تعيقنا عن التواصل الحقيقي مع من حولنا من الأهل والأصدقاء، فرسائل النسخ واللصق التي ترسلها إلى كل من لديك في الواتساب لا تعتبر تواصلاً .
“أم سامر” من مدينة حلب تكشف لنا عن معاناتها من مشقة مسجات رمضان قائلةَ ” التواصل الحقيقي عندما نرسل رسالة صوتية للشخص العزيز على قلبنا نسلم عليه ونهنئه بالشهر الكريم، رسالة خاصة له وحدة، من كلامنا وتعبيرنا ومن داخل قلبنا وليست نسخ ولص كما يفعل الكثيرون حينها يمكن لنا أن نسمي ذلك الفعل تواصلاً اجتماعياً محبباً ولا تفقد الكلمات معانيها”.
سهلت مواقع التواصل الاجتماعي التواصل فأذهلتنا بسرعتها حتى بات الاتصال الحقيقي صعباً، وحسب بعض الدراسات الحديثة، فإن زيادة عدد الأصدقاء على منصات التواصل يزيد من العلاقات السطحية وقد يفسر ذلك ربما سبب المباركات السريعة والمكررة وإن اختلف المرسل.
ومن خلال متابعة نشاط مستخدمي موقعي فيس بوك وتويتر في بلدان مختلفة، تم تحديد مستويات المشاركة والأوقات التي يستخدمون فيها شبكات التواصل، حيث كشفت أن معدل المستخدمين يصل إلى ذروته وأعلى مستوياته خلال شهر رمضان، ما يحفز الشركات المعلنة والمشاهير لزيادة الإنفاق بنسبة 20% في تلك الفترة، حيث لم يغفل عملاق التواصل عن تسهيل التهنئة على رواده بإمكانية استخدام “الملصقات الرمضانية” وباللغة العربية.
عداك عن منظمات عالمية وحكومات غربية قررت أن تنشر تبريكاتها بالشهر الكريم عبر مواقع التواصل بشكل أكثر حميمية، أمثال رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو” الذي لا يكاد يفوت مناسبة لدعم المسلمين في شتى المجالات.
هل شهر رمضان يعد موسماً مميزاً حول العالم لمتابعة المستجدات عل الشبكات الاجتماعية لحظة بلحظة؟ أم أنه شهر لاستغلال الأيام فيما يعود على الصائم بالثواب والعقاب؟
بين العالميين الحقيقي والافتراضي تتفاوت القدرات على التواصل وعلى قدّر الحميمية تكون المسائل الخاصة مقصودة ومعبرة، وسواء في رمضان أو غيره من المناسبات، تبقى وسائل التواصل الاجتماعي كاشفة الأحوال الاجتماعية للأفراد.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد