المركز الصحفي السوري
زهرة محمد
لا شك أن كل سوري عاش ما يحصل في سوريا ورأى كل تلك الفظاعات التي حدثت وتحدث، غير مصدق ما يجري، فالشأن السوري تحديدا دونا عن كل دول (الربيع العربي) تعيش منذ أربع سنوات أسوأ كوابيسها، وكل سوري سواء داخل الوطن أم خارجه يريد ان يصح وينتهي هذا الموت المتربص في البلد من كل صوب،فما يجري في وطننا لا يصدق وإن كنا نعيشه يوما بيوم وليلة بليلة ولحظة بلحظة،فلم يتوقع من خرج منذ اربع سنوان في مظاهرات سلمية أن الرد سيكون تمزيق البلد شر ممزق انتقام لعنفوان استبداده، لم نجرؤ كشعب سوري ان نتخيل هذه النتيجة التي لم نتوقع جزء منها رغم معرفتنا الجلية ببطش النظام وجبروته وسطوته،نعم لم نكن لنعلم أن هذا النظام فاسدا وطاغيا لدرجة أن يحرق البشر والحجر،انتقاما لكلمة الحرية التي يظهر بأنها ألهبت مشاعر حقده وأشعلت نيران الحماسة في قلوب شياطينه،الآن وبعد كل ما عشناه ورأيناه، وكل ما سلب منا من أرواح وبيوت وأحلام وحاضر نتفادى أن نكون فيه غدا من الذكرى المنسية،لا شك أن كل سوري الآن يتمنى لو كان هذا فيلما من الخيال العلمي الذي تدور أحداثه في كوكب المريخ،وأننا كممثلين مطلوب منا تأدية الواجب علينا لإقناع المشاهد بأن كل على حق، ولكن ماذا عمن دخل هذا الفيلم وأراد أن تكتب النهاية بشمس تشرق وأنهارا تجري وفراشات تطير. ماذا عن غد يريد كل من في سوريا أو خارجها أن يعيشه بأمان،ماذا عن دوامة من الحرب تدور بنا وتغربلنا حتى نكاد ننفذ،ماذا عن قلوب متعبة وأطفالا تنشد مستقبلا لا دماء فيه. ماذا عن نهاية فيلم يقتل فيه الوحش وينتصر فيه الخير بلونه الأبيض،؟؟أم أن هذا فقط في الأفلام الحقيقة في هوليوود،متى ندرك تلك النهاية في كل مجريات هذا الكابوس،ومتى نخرج من ظلمات المساومات إلى مشارف وطن عشنا حلوه ومره بكل صوره،متى يا سوريين نعلم أن ما نعيشه فيلما من الخيال العلمي، وسينتهي بقتل الوحش،وإنزال مركبة فضائية فيها كل السوريين في سوريا أرض السلام!!!!