روسيا، إيران، حزب الله اللبناني، العراق، جميعهم حلفاء النظام السوري وشركاؤه في حربه لقمع الثورة السورية وحصد المزيد من أرواح الأبرياء الذين يعيشون تحت رحمة طائراته الحربية، وبفوز المرشح الأمريكي “دونالد ترامب” اليوم لم يعد أمام السوريين من أمل أو حتى فرصة للخلاص من هذه الحرب، فهم ضحايا لاتفاق دول عظمى بخبراتها العسكرية وأسلحتها الحربية على مواصلة القتال إلى أن يقتل الشعب أجمع في سبيل بقاء الأسد متربعا على عرشه غير آبه بالشعب.
فقد عبر الملياردير ورجل الأعمال ترامب طيلة فترة ترشحه عن دعمه لنظام بشار الأسد وروسيا رغم المجازر اليومية التي يرتكبها كلا الطرفين، فضلا عن تطرفه وكرهه للمسلمين واللاجئين بالتحديد وذلك بتصريح مباشر دون أن يخجل أو يرف له رمش إذ توعد في حال فوزه بطردهم من بلاده، ناهيك عن القضائح الجنسية المتورط بها والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو رجل أعمال يطمح لزيادة ثروته ولا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد ما ينذر بكارثة قد تحل على الشعب السوري وخصوصا أن النظام مستعد لبيع سوريا لأمثاله في سبيل بقائه.
عشرات هنا، وعشرات هناك، ليسوا مجرد أرقام، بل هم أرواح كتب لها أن تكون ضحايا لنظام مجرم لا يرحم، إنهم شهداء سوريا، شهداء المجازر التي يرتكبها طيران النظام وحليفه الروسي كل يوم دون رادع، فقبل ليلة من إعلان تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ارتكب النظام مجزرتين في ريف ادلب أحدها في خان شيخون راح ضحيتها 11 شهيدا جلهم أطفال ونساء، والثانية في بعربو بجبل شحشبو برقم أكبر 18 شهيدا، وعاود صباح اليوم ارتكاب مجزرة في مشمشان بريف جسر الشغور راح ضحيتها 6 شهداء.
“معقول هالمجنون يحكم دولة متل أمريكا، لسه ما فاز والطيران ما وقف ضرب، الله يكون بعون الشعب السوري بالأيام الجاية”، هذا ما قاله أبو أحمد من ريف حلب عند سماعه بفوز ترامب وصدمته بالخبر، ليس وحده من صدم بل كثيرون غيره لم يتوقعوا أن ينال أصواتا أكثر من نظيرته “كلينتون” التي أوصى “أوباما” قبل مغادرته بانتخابها، وباعتبار الولايات المتحدة من الدول القوية والتي لها سلطة وتأثير كبير على الدول العربية، من المتوقع أن تتدهور أوضاع الشرق الأوسط أكثر وبالأخص فيما يجري بسوريا بعد أن كسب النظام حليفا مثل ترامب والذي يمكن إغراؤه بالمال أو بشيء آخر ليبقى بجانبه.
توقعات وتكهنات لا نعلم مدى إمكانية حدوثها، لكن كما يقول المثل السوري “المكتوب مبين من عنوانو”، وتصريحات ترامب والفديوهات التي عرضت عن حياته السابقة كفيلة بأن يدرك الشعب السوري مدى المعاناة التي ستحل عليه قريبا بعد أن قويت شوكة النظام وازداد عدد حلفائه.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد.