تساءل الكاتب روبرت ليغفورد: هل الولايات المتحدة وروسيا تعودان للحرب الباردة من جديد، وأشار إلى أنهما تشهدان حالة من المواجهة الفاترة، وتتبنيان مواقف ميزت المواجهة السابقة بين القوتين العظمتين.
وأضاف في مقاله بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية أن روسيا لم تعد قوة عظمى كسابق عهدها قبل انهيار منظومة الاتحاد السوفياتي، لكنها تشكل تهديدا كبيرا في ظل امتلاكها قوة نووية هائلة، وبسبب توسع نفوذها في الشرق الأوسط.
وأشار الكاتب إلى أن الحرب الباردة الجديدة بين الجانبين تفاعلت أكثر مع محاولة أوكرانيا الانتقال إلى الغرب، وفي ظل نظر روسيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) على أنه تهديد مباشر للمصالح الروسية، وهو يتمدد إلى الشرق.
وأضاف أن روسيا ستواجه قيودا مالية حادة خلال 2017، وذلك في ظل رفض السعودية الانضمام إلى اتفاق يتعلق بضبط إنتاج النفط.
تحذير
من جانبها، نسبت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كورتس سكاباروتي القول إن الوقت قد حان لكي تذوق روسيا من طعم التكتيكات التي تستخدمها.
وأضاف القائد الأميركي أن كل الخيارات متاحة بما فيها القوة العسكرية، وذلك أثناء جلسة النقاش في الكونغرس بشأن كيفية الرد على العدوان الروسي الأخير على القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا الشرقية.
وجاء تصريح الجنرال سكاباروتي أثناء شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بعد أسبوع من تحليق مقاتلات روسية وطائرات مروحية هجومية بشكل متكرر فوق المدمرة الأميركية “يو أس أس دونالد كوك” في بحر البلطيق.
مدمرة
وأوضحت الصحيفة أن الطائرات الروسية حلقت يومين على مسافة قريبة من المدمرة الأميركية، وذلك في خطوة لاقت تنديدا من جانب كل من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) والناتو اللذين عدّاهما خطوة “غير آمنة وغير حرفية”.
وأضاف سكاباروتي أن التحركات الروسية الأخيرة ممثلة في عملية تحليق الطائرات الروسية وزيادة الدوريات البحرية الروسية لدعم الانفصاليين الأوكرانيين إنما توحي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول عمدا تفريق منظمة حلف شمال الأطلسي.
وأضاف الجنرال الأميركي أنه إذا تعرضت القوات الأميركية في أوروبا للأذى في ظل السلوك الروسي في الآونة الأخيرة، فإنها لن تتردد عن القيام بالرد بالمثل.
وقال إنه يؤيد مقترحات لزيادة حجم القوات المنتشرة بشكل دائم في أوروبا، وذلك لتعزيز مصداقية الولايات المتحدة في مواجهة ارتفاع الضغط الروسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن شهادة الجنرال الأميركي أمام الكونغرس يمكنها أن تشعل التوتر في العلاقات المتوترة أصلا بين كل من واشنطن وموسكو، وذلك بالرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يشر إلى الأمر أثناء اتصال هاتفي مع بوتين الاثنين الماضي، ناقش خلاله الرئيسان قضايا أمنية أخرى.