ربما من الصعب بعد أن أنفقت أمريكا آلاف الدولارات وفقدت أرواح آلاف الجنود في العراق أن تسلم في نهاية المطاف لغريمتها “طهران” وعلى طبق من ذهب العراق وبل سوريا أيضاً؛ لكن بعد أن أمسك الرئيس الجديد “ترامب” مقاليد الأمور فإن ملامح جديدة لا حت في الأفق إستراتيجية أمريكية مغايرة تجاه العراق وسوريا أخذت في التوضيح تدريجياً مع كل مسؤول أمريكي جديد.
ليظهر السؤال المطروح تلقائياً على الساحة العراقية حالياً وعلى السورية مستقبلاً، كيف سيكون الاصطدام مع إيران مستقبلاً بعد استراتيجية جديدة في الإدارة؟.
بعد أن كشف الجنرال “فوتن” عن العمل بشأن خطة مع سلطات بغداد تقضي ببقاء القوات الأمريكية في العراق، خمس سنوات بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية مشيراً إلى أن رئيس الوزراء هو من طلب دعم واشنطن.
ربما العراق ليس البلد الوحيد الذي ستستقر فيه القوات الأمريكية لسنوات ففي الجلسة نفسها صرح ” بوتيل” على أن القوات الأمريكية ستبقى أيضاً في سوريا لضمان الأمن والاستقرار ومساعدة السوريين على الانتقال السلمي للسلطة موضحاَ في حديثه على أن الأمر يستدعي الإبقاء على القوات التقليدية ولا يعني بالضرورة مغادرة سوريا بعد القضاء على تنظيم الدولة.
أما السؤال الذي يظهر نفسه بقوة، على ماذا ستعتمد واشنطن هذه المرة للحفاظ على مصالحها واستعادة ما خسرته خلال سنوات ماضية؟ .
لعل المفارقة الأكبر أن المستفيد من كل ما خسرته واشنطن في العراق هي العدو المعلن عنه “إيران” كون إيران لن تتنازل ببساطة عن دورها المتنامي في المنطقة وما تنوي الحصول عليه للقضاء على تنظيم الدولة في العراق، وهل ستتركها واشنطن تنعم بالغنائم المتوقعة؟ أم ستشهد الأهالي في المنطقة صراعاَ بأطراف جدد هذه المرة؟.
لعل الاستراتيجة الآن تدارك أخطاء العراق والاستفادة من الحرب لسنواتها الأخيرة، وفق تصور إدارة “ترامب” إدارة وريثة لعقيدة الجمهوري “جورج بوش” لكن ربما اليوم مع الحرص على تفادي الأخطاء نفسها، على الرغم من أنه كان يصف إيران بأحد أضلاع محور الشر، إلا أنه في الواقع كان ينسق سراً مع طهران بشأن أكثر من ملف.
الإدارة الأمريكية الآن تجاه الملف الإيراني تحتاج إلى مزيد من الوقت وإلى الكثير من التفاهمات السياسية، فالوضع في سوريا معقد جداَ ولا بد من تفاهم أمريكي روسي قبل التدخل الأمريكي في سوريا؛ كون إيران لا تريد تغيير النظام الساسي في سوريا ولا تريد التصادم مع روسيا .
هل ستشهد الأرض السورية مرحلة جديدة ظهر عنوانها جلياً (بقاء قوات أمريكية بشكل كبير وطويل في سوريا الآن)؟
لضمان الانتقال السلمي للسلطة تلك المهمة الكبرى التي تتعقد إلى درجة مستحيل معرفة ما السياسة الاستراتيجة الجيدة وماهي الاستراتيجة السيئة ما أن يتم الاستيلاء على الرقة في حال حدوث ذلك.
مازال الكثير من المفاجآت التي تنتظر السوريين ممن أرهقتهم أتون الحرب، وباتوا بانتظار سلتهم لكن كما يقال “بدون عنب”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد