نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقرير اليوم الثلاثاء أطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه أنه في ظل الإصرار الإسرائيلي على منع إيران من الاقتراب من الحدود و أوامر روسيا بالانسحاب من سوريا، فليس لدى إيران إلا بضع خيارات لاتخاذها؛ خيارات من الممكن ألا تعجب الأسد.
استهلت الصحيفة تقريرها أن القواعد والمؤسسات التابعة للقوات الإيرانية في سوريا قد تعرضت لهجوم موجع بلا هوادة خلال الأسابيع الأخيرة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، وهي رسالة واضحة أن إسرائيل كلها إصرار على منع إيران من الاقتراب من حدودها حتى لو كان على حساب تصعيد الصراع. هذا الإصرار يشكل تحديا لخطط إيران في تعزيز وجودها ونفوذها في سوريا وهو مايطرح أزمة للحكام في طهران.
وتابعت الصحيفة أن سلاح الجو الإيراني والآخر السوري ليسوا بالند لسلاح الجو الإسرائيلي. علاوة على ذلك، يبدو أن إسرائيل تمتلك تقريبا استخبارات للوقت الحقيقي للنشاط الإيراني في سوريا الأمر الذي يعرض القوات الإيرانية هناك لهجوم مستمر وفوري تقريبا، بينما قدرة القوات الإيرانية من هذه الناحية أقل مقارنة مع إسرائيل.
وأردفت الصحيفة في تقريرها، أن إيران من الممكن أن تقوم بالرد بتوسعة الصراع من خلال استخدام حزب الله اللبناني وهو ممثل إيران الإرهابي. لدى حزب الله ما يزيد عن مئة ألف صاروخ وقذيفة صاروخية منتشرة في لبنان ويمكنه بها تغطية كل إسرائيل. واستخدام طهران لتلك الميليشيا اللبنانية سيشكل تصعيدا كبيرا في المواجهة بين إيران وإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن استخدام إيران لحزب الله يعرض الجبهة الداخلية لإسرائيل لخطر ضرر كبير رغم قدرات إسرائيل الكبيرة لاعتراض الصواريخ، ولكن يمكن أن يؤدي أيضا إلى إقصاء سريع لقدرات حزب الله في لبنان مايعني مخاطرة إيران بخسارة حليف ستكون بأمس الحاجة له وقت الضرورة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن المأزق الإيراني قد تأزم أكثر عقب الإعلان الأمريكي الأخير الذي يدعم موقف إسرائيل حول وجوب انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، و بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق إيران النووي وفرض عقوبات اقتصادية على طهران مما يحصر الإيرانين في الزاوية.
وأضافت أن على الإيرانين أن يأخذوا بعين الاعتبار احتمالية أن التصعيد في الصدام الإسرائيلي الإيراني قد يسفر عن تدخل أمريكي مباشر إلى جانب إسرائيل. ومشكلة إيران مشكلة مضاعفة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني المتسارع. إستنادا إلى كل هذا ألن يكون من الحكمة لإيران أن تتخلى عن خططها التوسعية في سوريا؟ ولابد أن هذا بلا أدنى شك تأخذه إيران بعين الاعتبار إلى جانب البدائل المتوفرة.
اختتمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن هناك لاعب آخر في هذه اللعبة وهو روسيا. فبفضل الروس تمكن بشار الأسد من تفادي الهزيمة على أيدي الثوار في البلاد. ولكن على الرغم من أن حكم الأسد يبدو أنه قد ترسخ بعد التدخل الروسي العسكري، إلا أن الروس يرون احتمالية أن استمرار حكمه يمكن أن يكون في خطر في ظل الهجمات الإسرائيلية على مواقع انتشار القوات الإيرانية في سوريا. من الجلي أنهم باتوا مقتنعين أن إسرائيل لن تعدل عن خططها لإجبار إيران على الانسحاب من سوريا.
رابط المقال الأصلي:
https://www.haaretz.com/opinion/.premium-will-iran-withdraw-its-forces-from-syria-1.6131110
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري