ليس هناك شك في أن روسيا تصعد وجودها العسكري في سوريا لدعم رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
فقد ذكرت تقارير أن هناك شحنات من الأسلحة المتطورة تم تسليمها إلى “نظام الأسد” إضافة إلى فريق عسكري متقدم ووحدات سكنية مصنعة تم إرسالها إلى مطار قرب اللاذقية. صورة الأقمار الصناعية الجديدة التي حصلت عليها «فورين بوليسي» تؤكد حجم عمليات البناء من أجل غرض استيعاب القوات الروسية الإضافية والطائرات. إذا كان هناك أي شك حول من أجج هذه الحرب، فإن موسكو الآن تخطط لتزويد «الأسد بـ200 ألف طن سنويا من الغاز المسال من خلال كيرتش، وهو ميناء في شبه جزيرة القرم، والذي ضمته روسيا من أوكرانيا في مارس/ أذار 2014.
غير التدخل الروسي في سوريا قواعد اللعبة في الحرب السورية العنيفة التي تشهدها البلاد، عبر جلب قوة عسكرية جوية وبحرية غير مشهودة، أنقذت رأس النظام السوري “بشار الأسد” من السقوط على أيدي ثوار المعارضة المعتدلة والجهاديين بما فيهم “تنظيم الدولة”.
كما أن القوة الجوية الروسية تعتبر الآن مفتاحا في مساعدة القوات الموالية للأسد على استعادة السيطرة على المساحات عبر سوريا، حيث يرى الكرملين أن سوريا حليف استراتيجي في الشرق الأوسط وخط المواجهة الأول ضد انتشار التشدد الإسلامي إلى جانب وجود القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وعلى مايبدو أن ما يقلق الكرملين، هو إن سقط بشار الأسد فسيسقط تباعا النفوذ الروسي في المنطقة، ويريد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إرسال رسالة إلى العالم بشكل عام مفادها بأن روسيا قد عادت على المسرح الدولي وأنها قوة لابد من أخذها بعين الاعتبار.
والهدف الجوهري للتدخل الروسي في سوريا، هو الحيلولة دون سقوط بشار الأسد ونظامه مهما كلفها الامر، بالإضافة إلى تعزيز القدرات العسكرية للجيش السوري بدعم من الخبراء الروس على خطوط التماس مع المعارضة المسلحة، كخطوة أولى لاستعادة المدن التي سقطت في يد هذه المعارضة في شمال سورية وجنوبها وشرقها.
وكذلك خوف روسيا من تنامي قوة الجماعات الإسلامية الجهادية مثل، تنظيم الدولة وجبهة النصرة وأحرار الشام، خوفها من هذه الجماعات دعاها لدعم النظام عسكريا للقضاء عليها، لأنها تشكل خطراً مباشراً على روسيا لتغلغلها في جنوب روسيا ذات الطابع الإسلامي.
المركز الصحفي السوري