صحف
تشير دوائر سياسية واستخبارية أميركية عدّة طالما عزَت ابتعاد الأمير بندر سابقاً لأسباب صحّية، «إلى أنّ ما اعترض عليه الرجل أو ما قرّر تنفيذه من أجندات، خصوصاً في تعامل بلاده مع الحركات الجهادية، يُطبّق على الأرض». وتؤكّد «أنّ تصريحاته التي انتقدت السياسة الأميركية بشدّة، لم تكن لتصدر لو لم يكن موقفه يعبّر عن رأي المملكة عموماً».
في أيّ حال، تقول أوساط أميركية «إنّ ما سيناقشه أوباما مع السعوديين بات معروفاً ولا حاجة للتذكير به مجدّدا»، وكذلك أعلن مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس بوضوح أبرزَ النقاط التي ستتناولها تلك المحادثات».
وإذ تتساءل تلك الأوساط عن مغزى توقيت فتح معركة الساحل السوري في هذه المرحلة، تشدّد على ضرورة متابعة ما يحصل بعيداً من الضجيج على جبهات أخرى، خصوصاً في جنوب سوريا، سواءٌ من جانب النظام أو من جانب المعارضة.
فالمعلومات الميدانية تتحدّث عن «تطهير» المعارضة شريطاً واسعاً من تلك المنطقة الممتدّة من الحدود الأردنية وصولاً إلى المناطق المحاذية للجولان. وقد أمكن نقل نحو 2000 عنصر من القوات الخاصة التي تُدرّب في الأردن بقيادة «الجيش الحر» إلى منطقة حلب وإدلب، وهي مجهّزة بالكامل، بقيادة العقيد عبد الجبّار العكيدي الذي يمارس مهمّاته القتالية مجدّداً، وقد ساهمت في معارك عدّة خيضت هناك أخيرا».
وتلفتُ تلك الأوساط إلى ما أعلنته المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف «أنّ العمل جارٍ لتغيير الحسابات على الأرض»، ومساعدةُ وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون في جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي أنّ بلادها «لا تفعل ما يكفي لمساعدة المعارضة السورية، لكي تقول إنّ تغييراً يحصل تباعاً على الأرض».
وفي رأي الأوساط الأميركية «أنّ معركة الساحل قد تكون أوّل راية حمراء ترفعها تركيا مباشرةً تجاه التطوّرات التي شهدتها المعارك الميدانية بين الطرفين، في إشارة إلى اعتراضها المباشر على مشروع الدولة العلوية الشيعية الممتدّة من دمشق الى حدودها الجنوبية عند لواء اسكندرون».
فتصريح وزير الخارجية التركي داود أوغلو وبيانُ القوات الجوّية التركية الأخير بعد إسقاط الطائرة الحربية السورية، يعتبره البعض أوضح اعتراض على ذلك المشروع، في ما يشير إلى أنّ أنقرة لن تسمح بتحويل تلك الدويلة أمراً واقعاً يهدّد وحدة أراضيها وسلامتها.
وقد أشار النظام بنفسه إلى أنّ حظراً للطيران فُرض على تلك المنطقة، وإلى إمكان أن تكون مدفعية الجيش التركي شاركت في قصف مواقع الجيش السوري بنحو مُركّز ودقيق، ما يوحي بأنّ فتح المعركة في عقر داره قد يكون ردّاً غير مباشر على ما جرى في «القرم» أيضاً، علماً أنّ الجيش التركي أعلن أنّه سيدافع عن مقام «سليمان شاه» الذي هو أرض تركيّة داخل سوريا.
وعلى رغم اكتفاء واشنطن بـ»أخذ العلم» بإسقاط تركيا للطائرة السورية، إلّا أنّها تتكتّم بشدّة على ما يمكن أن يحوط بالتحرّك التركي الجديد في تلك المنطقة، خصوصاً أنّ القاعدة البحرية الروسية في طرطوس ليست بعيدة عمّا يجري إلى شمالها.
وتلفت تلك الأوساط إلى أنّ المعارك التي اندلعت رافقها تهجيرٌ جَماعيّ لسكّان تلك المناطق، في ما يشبه نوعاً من محاولة إقامة حزام آمن على الحدود الجنوبية لتركيا، بما يبعد عنها إمكانية تداخلها مع مناطقها ذات الغالبية العلوية في المقلب الآخر.