يتواصل التنافس الروسي والإيراني في سوريا، لاسيما منطقة دير الزور شمال شرق سوريا، حيث خسرت الأخيرة مؤخراً أهم الميليشيات المحلية الرديفة لصالح روسيا.
أفادت مصادر إعلامية محلية، أن وفداً من قيادة ميليشيا الدفاع الوطني، زار مقر قيادة ميليشيا الدفاع الوطني بمدينة البوكمال يوم الاثنين الفائت، بغية تفعيل عمل ميليشيا الدفاع الوطني ونشرها في البوكمال بشكل أكبر.
أوضح المصدر أن الميليشيا تواجه مشكلة الحد من مهامها وانتشارها ومناطق سيطرتها، فضلاً عن ضعفها في التعامل مع الميليشيات الإيرانية في منطقة البوكمال، إلا أن المليشيات الإيرانية رفضت تعزيز دور مليشيا الدفاع الوطني أو السماح لها بالتمدد والانتشار في تلك المنطقة.
اقرأ أيضاً:إلى أي منحنى يتجه الخلاف بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام شمال شرق سوريا
لطالما عُرف عن ميليشيا الدفاع الوطني بديرالزور الإذعان بالولاء لإيران، فقد كان “فراس العراقية” قائد ميليشيا الدفاع الوطني، من أبرز رجال الحرس الثوري الإيراني في دير الزور.
بيد أن دخول القوات الروسية إلى المشهد في دير الزور، غير تلك المعادلة، عقب فرض روسيا على قائد مليشيا الدفاع الوطني الجهام التعامل معها فقط.
تأسست ميليشيا الدفاع الوطني من متطوعين سوريين، كقوة رديفة للمحاربة إلى جانب النظام باقتراح وتدريب إيراني عام 2012، وقد كان لها دور بارز في حسم معارك كثيرة لصالح النظام خلال السنوات الماضية.
نجحت روسيا في استقطاب ميليشيا الدفاع الوطني بمساومة قائدها على ملفات الفساد المسجلة باسمه، مشترطة عليه جملة من البنود، بحسب مصادر محلية، أبرزها الابتعاد عن الميليشيات الإيرانية، مقابل بقائه في منصبه وغض الطرف عن ملفات الفساد والسرقة وتجارة المخدرات والدعارة.
وكان العراقية قد خضع للتحقيق في أيلول الفائت، إثر اكتشاف اللجنة المركزية المشتركة الروسية السورية عن نقص كبير في ذخائر وأسلحة مستودعات النظام المركزية في ديرالزور جرى اتهامه بمسؤوليته حول ذلك.
يذكر أن روسيا نجحت في استمالة ميليشيا لواء القدس مطلع عام 2019، وجعلها قوة عسكرية تابعة لها تتلقى الدعم منها بعد أن كانت تدين بالولاء لإيران وتتلقى الدعم منها.
تسعى روسيا لسحب البساط من تحت إيران في دير الزور أهم معاقل إيران في سوريا، وبشكل خاص المنطقة الممتدة من مدينة الميادين حتى البوكمال التي تتخذها إيران مركزاً لميليشياتها.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع