في صباح السادس من فبراير/شباط الحالي تغيّرت الحال وتبدّلت بشكل جذري ما بين حياة وموت أو ما بين حياة وبحث عن حياة.
في ذلك الصباح الذي لن ننساه ما حيينا ، تبدّلت أحوال دولة ومناطق بأكملها ومدن كانت تعجّ بالحياة إلى مدن خيّم عليها الدّمار والرعب والموت بشكل أشبه بيوم القيامة كما وصفه البعض.
لم يقف الألم عند هذا الحد ، فعشرات الآلاف من ضحايا الزلزال قضوا تحت الأنقاض منهم المئات من أقربائنا و أحبائنا وأصدقائنا ومعارفنا أو أقرباء وأصدقاء من نعرفهم ونحزن لحزنهم.
وأصعب ما في الأمر فوق كلّ ما عشناه من أهوال ومخاوف الزلزال وتأثيراته النفسية علينا أنّنا بعد 13 يومًا من ذلك الصباح لم نجد وقتًا لنحزن على من فقدنا من أحباب، ولم تجد الوقت لنبكي فحتى الدموع أو إيجاد وقت للبكاء أصبح رفاهية لم يعد بوسعنا امتلاكها.
منذ 13 يومًا وأنا أبحث في الأزقّة والطرقات عن إعلان لمنزل للإيجار ولا سيما أنّه لم يعد باستطاعتنا العودة إلى منزل وإن لم يكن ملكنا إلّا أنّه امتلك ذكرياتنا لسنوات.
ما أصعب النزوح بعد نزوح فهذه المرة الرابعة التي ننزح فيها من نزوح إلى آخر رغمًا عنّا ، مما يجعل حياتنا غير مستقرة ومحاطة بمجهول بتنا نخاف التفكير فيه ولو للحظات.
كان الانتقال من منزل إلى آخر سهلًا قد ينغّصه فترة زمنية لحين نقل أثاث المنزل وإعادة ترتيبها من جديد ، أمّا الآن فأصبح إيجاد منزل بمثابة معجزة قد لا يستطيع تحقيقها الكثيرون.
ولو فرضنا أنّ الحظ حالف أحدنا بإيجاد منزل رغم ارتفاع أسعار المنازل لأضعاف ، سيبقى أمر نقل الأثاث معضلة كبيرة ولا سيما بعد وصول إيجار سيارة إنزال الأثاث إلى 5 آلاف ليرة على أقلّ تقدير.
فهل حقًا نجونا من الزلزال ؟
بقلم: محمد المعري