تناولت صحف عربية وغربية المناقشات التي جرت على هامش قمة “العشرين”، وبخاصة الرئيسين الأمريكي والروسي، حول امكانية التوصل لحل سلمي لإنهاء الأزمة في سوريا.
تناقش صحيفة ” الرياض” السعودية الاجتماع الذي تم بين الرئيسين الأمريكي والروسي لحل الأزمة السورية، حيث تقول: “ولعل اجتماع أوباما – بوتين كان محط الأنظار كونه يتعلق بالأزمة السورية ومنعطفاتها وتداخلاتها وغموض مسارها. ورغم عدم اتضاح الرؤية إلى ما سيفضي إليه الاجتماع الأمريكي الروسي إلا ان التصريحات التي سبقتهما تعطي مؤشراً سلبياً على عدم توافق المواقف وتباعدها وصولاً إلى صيغة مشتركة من الممكن أن تؤدي إلى حلحلة، ولو جزئية، تكون بداية لحل شامل وفق رؤية دولية تخرج الأزمة من مستنقعها”.
وفي الموضوع ذاته، تؤكد صحيفة “المستقبل” اللبنانية، أن القمة “قد تكون الاخيرة للرئيس الاميركي باراك أوباما لإحداث خرق ديبلوماسي يبيّض صفحة عهده، مع اقتراب ادارته من التحول إلى ‘بطة عرجاء’ بانتظار الرئيس الجديد، وهو ما يبدو أن موسكو لن تمنحه اياه بسهولة، بعدما تراجعت عن اتفاق بشأن سوريا مع واشنطن، ولو أن البعض يبقي حيزاً من التفاؤل رهناً بما قد يحصل اليوم في لقاء متوقع بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين”.
نطالع في صحيفة “النهار” اللبنانية قول موسى عاصي: “على السوريين أن ينتظروا نهاية قمة العشرين اليوم في الصين واللقاء المتوقع على هامش القمة للرئيسين الامريكي والروسي، من أجل معرفة الاتجاه الذي ستذهب فيه مفاوضات الروس والامريكيين حول أزمة بلادهم. لكن التصريحات التي صدرت في اليوم الأول، وان حملت الكثير من الايجابيات من حيث قرب التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن يبدأ من مدينة حلب، ترجح كفة استمرار المفاوضات بين الطرفين إلى ما بعد انتهاء القمة”.
“أما صحيفة الـ “نيويورك تايمز” الأمريكية فقد كتبت: “تلاشي آمال التوصل لحل للأزمة السورية”
رأت الصحيفة أن آمال المفاوضين الدوليين بشأن إمكانية توصل زعماء العالم لصيغة تضمن تسوية الأزمة السورية خلال اجتماعاتهم على هامش فعاليات قمة الـ20 في الصين بدأت تتلاشى في ضوء فشل جميع اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة.
وأشارت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني – إلى أن الولايات المتحدة لطالما تخوفت من زيادة التنسيق العسكري مع روسيا فيما يخص الحرب السورية الدائرة بسبب استمرار موسكو في ضرب واستهداف جماعات المعارضة المعتدلة التي تدعمها واشنطن، في محاولة منها لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. بينما تريد الولايات المتحدة من روسيا أن تركز فقط على محاربة تنظيم (الدولة) الإرهابي والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا /على حد قول الصحيفة/.
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتن، يعتزمان الاجتماع بشكل ثنائي على هامش فعاليات قمة الـ20، وفقا لما أعلنه البيت الأبيض.
وقالت (نيويورك تايمز):”إن الولايات المتحدة متشككة في جدوى تنفيذ أي اتفاق مع روسيا حول إنهاء العنف في سوريا، لكنها أعلنت أنها لا زالت تتفاوض مع موسكو حول هذا الشأن”.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية: “أن المناقشات حول تسوية الصراع السوري المرير والقتال ضد تنظيم “الدولة” تستحوذ على اهتمام قادة العالم خلال اجتماعاتهم في الصين على هامش قمة الـ20؛ التي جمعت زعماء الاقتصادات الكبرى في العالم حيث التقى الرئيس أوباما في وقت سابق من اليوم برئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تريزا ماي؛ ثم عقد عقب ذلك اجتماعا مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”؛ وهو الأول لهما منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في شهر يوليو الماضي”.
وفي الموضوع ذاته، تساءلت صحيفة “لاكرو” الفرنسية، هل سيتحقق قرار وقف إطلاق النار في سوريا؟
على الرغم من الخلافات العميقة القائمة بين واشنطن و موسكو، حاول كلا الطرفين مرارًا وتكرارًا التوصل إلى توافق قد يقلل من حدة التوتر بينهما، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، توصل كلا الطرفين من خلال مبادرة فيانا إلى تقديم خارطة طريق لإخراج سوريا من وضعها الراهن، وبعد عدة اجتماعات، تم إعلان هدنة في 27 شباط/ فبراير 2016 من قبل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الهدنة التي انتهكت في العديد من المناسبات لم تضع حدًا لأحداث العنف القائمة حول مدينة حلب حيث احتدم القتال منذ أشهر.
وفي اجتماع آخر عقد في جينيف يوم الجمعة 26 آب/ أغسطس، أكد وزراء الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف، تقدم نسق المشاورات واقتراب التوصل إلى وقف إطلاق النار.
مجموعة العشرين سيكون بمثابة تواصل للمشاورات بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين، الذي أكد أنه في 2 أيلول/سبتمبر سيتوصل كلا البلدين إلى توافق فيما يتعلق بالشأن السوري، وفي نفس السياق صرح الرئيس الروسي: “نحن نتقدم رويدًا رويدًا في الاتجاه الصحيح، وأنا لا أستبعد إمكانية التوصل قريبًا إلى اتفاق في العديد من المسائل وإعلان ذلك للمجتمع الدولي”.
التطورات الأخيرة التي يشهدها الميدان بعد التدخل العسكري التركي في سوريا قد قلبت موازين الصراع، وللمرة الأولى بعد فشل انقلاب الخامس عشر من تموز/يوليو المنقضي؛ يلتقي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وجهًا لوجه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان لنقاش تطورات الوضع السوري.
المركز الصحفي السوري _ صحف