“عذراً2016، ليس لدي أمنية إلا أن أحظى بكفن، والصلاة على جسد عانى من الظلم والقهر كثيراً” تلك كلمات المعتقل “رضوان” في سجون نظام لا يرحم، ديدنه انتهاك حرمات وحقوق وإنسانية المعتقلين.
كلنا نعلم أن نظام الأسد يصف سجنائه بالمفقودين وكما يقال “الداخل مفقود والخارج مولود” عند الاعتقال سواء كان تعسفياً أو على أحد حواجز النظام أو بمداهمة مفاجأة للمنزل وسوق المعتقل أمام أعين الأهل والأبناء بطريقة وحشية غير مكترثين لدموع تنهال بغزارة وكلمات التوسل والرجاء من الأهل.. ومع الاعتقال يخيم الظلام على واقعهم وتسيطر السوداوية على أنفسهم.
يروي “علاء” (22 عاماً) من مدينة إدلب “آلام السجن وذكرياته المريرة استوطنت في ذاكرتي.. أتمنى أن تمحى، أنّات المعتقلين وصور وجوههم الحزينة لا تُنسى.. في السابق كان يتم اعتقال شخص، وكنا نعرف أنه في يوم ما سيعود، ولكن اليوم صار الاعتقال يعني الموت”
يبلغ عدد الأشخاص الذين يموتون تحت التعذيب الممنهج في سجون، سبعة سوريين في كل يوم، فقد وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في الأعوام الأربعة الماضية 11427 حالة وفاة، ومع ذلك فإن التعذيب يعتبر سبب من أسباب الموت داخل المعتقل، عداك عن أسباب متعددة لازمت السجناء من سوء التغذية وتلوث المياه وأمراض القلب التي تتفاقم من شدة الألم والحزن عن وضع مأساوي يعيشونه في غياهب سجن الذل والهوان، وسماعهم من المعتقلين حديث معاناة الأهل والأبناء، في حياة تزداد مرارة مع ازدياد غضب النظام عليهم.
يكشف “عادل” من ريف إدلب بعد الإفراج عنه من غيابات السجن قائلاً “لقد أصيب صديقي وشريكي في تهمة الاعتقال بإصابة صغيرة ملتهبة في قدمه نتيجة الضرب المبرح، وتحولت آخر المطاف إلى “غرغرينا” وعندما كنت أطرق الباب شاكياً سوء وضعه الصحي، يكون الجواب “أخبرونا عندما يموت حتى نأخذه” قلوب أقسى من الحجارة.. تشربت كل أنواع القسوة والحقد في كنف نظام فقد كل معايير الإنسانية.
سجناء يتمنون الموت، علهم يجدون في الموت الراحة والطمأنينة التي فقدوها في غياهب سجن حول حياتهم إلى أشبه بالموت الذي يتمنونه.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد