البداية من صحيفة الـ “نيويورك تايمز”:
نشرت الصحيفة تقريراً يلقي الضوء على أهم المستجدات الميدانية في الشمال السوري، متناولاً الوضع الكردي وما حصل أخيراً في محافظة الحسكة السورية والذي ساهم بشكل كبير في تغيير العلاقات السورية-التركية.
استهلت الصحيفة تقريرها مشيرةً إلى ما حصل في الحسكة، وكيف تمكنت المليشيات الكردية من أخذ خطوة كبيرة نحو السيطرة الكاملة على المحافظة الواقعة في شمال شرق سوريا، فيما أوضحت أن عملية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بعد أيام من المواجهة بين الأكراد والجيش السوري، جعلت المدينة خارج سيطرة الدولة السورية بعد 5 سنوات من الحرب.
وأفادت أن السيطرة الكردية على الحسكة غيرت معادلات ميدانية مهمة في الصراع، إذ أن تركيا المجاورة والتي تعارض الحكومة السورية منذ بدء الأزمة، يمكن أن نراها حليف جديد لسوريا في مصالحة جزئية بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ورأس النظام بشار الأسد، وذلك لن يكون إلا بسبب خوف الاتراك من محاولة كردية لبناء منطقة تتمتع بحكم ذاتي على طول الحدود التركية-السورية.
كذلك، نقل التقرير عن الناشط الكردي “همبرفان كوسا” قوله: “هناك محاولة من قبل النظام لإرضاء الأتراك والأميركيين في نفس الوقت”، مضيفاً: “في ظل محاولة الأكراد لإقامة الحكم الذاتي سيحصل توترات لا مفر من ذلك”.
وختم كوسا: “لا يمكن أن يكون لأي منطقة إدارتها الذاتية إلا إذا كانت على الأقل فارغة من النظام”.
وبحسب التقرير، فإن تهديد الأكراد يبقى هو الأكبر بالنسبة للأتراك في شمال سوريا، وخصوصاً في ظل حماية جوية أميركية ودور استشاري في الميدان، بينما يتشارك الاتراك والسوريون في كراهية الحكم الذاتي للأكراد وأهم الدلائل هي التحول في الخطابين السوري والتركي.
بدورها تناولت الصحف العربية قضية إمكانية قيام دولة كردية في العالم العربي وبخاصة عقب تدخل الجيش التركي في سوريا مؤخراً.
يقول حافظ البرغوثي في الخليج الإماراتية:
“يبدو أن المعضلة الكردية في تركيا وشمال شرقي سوريا وحدت النظامين التركي والسوري ضد الأكراد، وحتى الآن تبدو الغلبة في الحسكة لمصلحة الأكراد الذين يحظون بدعم غربي غير محدود خاصة الأمريكي”.
ويضيف البرغوثي: “الأجندة الأمريكية ترسم خريطة لدولة كردية في شمال شرقي سوريا، وربما تتمدد مستقبلاً في شمال العراق لتتصل بكردستان، ما يعني دولة كردية قوية ترهب تركيا التي يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد. فبعد تفاهمات إيرانية تركية أعقبت قمة بوتين وأردوغان، ورسالة تركية نقلت إلى دمشق حول موقف النظام السوري من الأكراد، تلقى الأتراك بارتياح نبأ الغارات التي شنها الطيران السوري ضد قواعد لحزب العمال الكردي التركي وأكراد سوريا في منطقة الحسكة، قبل أن يصلهم الرد من الموفد الإيراني إلى دمشق”.
نطالع في صحيفة “النهار” اللبنانية :
مقالاً لـ “لراجح الخوري”، “بعنوان “حل وحيد لكارثة العصر”
يقول الكاتب: ” إن الفدرالية قد تكون حلاً مقبولاً في سوريا، مؤكداً أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، “قد دعا صراحة في الأول من مارس/آذار الماضي إلى الفيدرالية، لكي نتلمس المخرج الوحيد المعقول في سوريا”.
أما عباس الطرابيلي في “المصري اليوم”:
فكتب يقول: “المشروع القومي للشعب الكردي الممزق في الدول الخمس بدأ يتحقق بوجود دولة فعلية كردية في شمال العراق ويستمر الحلم في سوريا. وبالطبع في تركيا، أي تركيا تأخذها فكرة ضرب الأكراد سبباً للتدخل في سوريا واقتحام أراضيها… وقد يكون ذلك سبباً في ضم أراض سورية إلى أرض ‘هاتاى لواء إسكندرون سابقاً’ لمنع تقدم الأكراد شمالاً داخل جنوب شرق تركيا.. أو غرباً داخل سوريا”.
بين الوهم والحقيقة
وفي المقابل كتب عريب الرنتاوي في “الدستور” الأردنية:
“رفعت واشنطن رهانات وتوقعات أكراد سوريا إلى عنان السماء، ثم أنزلتها إلى أسفل درك… ما كان لأكراد سوريا أن يطلقوا العنان لأوهامهم ورهاناتهم، لولا كلام سمعوه، وتعهدات قُطعت لهم من قبل الدولة الأعظم”.
ويضيف الرنتاوي: “ما زالت لدى أكراد سوريا بعض أوراق القوة الهامة، فواشنطن لن تتخلى كلياً عن أهم حليف سوري لها، لكن على هذا الحليف أن يتواضع في مطالبه، لا مركزية ربما، أما فيدرالية وإقليم وتقرير مصير فلا. هذه هي المعادلة الجديدة التي سيجري التفاوض بشأنها، فانبثاق الكيانية الكردية السورية، لا يمس وحدة سوريا فحسب، بل ويطال وحدة تركيا في المقام الأول”.
ويرى مازن حماد في الوطن القطرية
أن “جنين الدولة الكردية الذي بدأ يرفس الأسبوع الماضي، توقف الآن عن الرفس، وأنه قد يخضع لعملية إجهاض خلال أيام قليلة”.
ويضيف حمّاد: “يبدو أن تفاهمات بين كبار اللاعبين كواشنطن وموسكو وأنقرة وطهران ودمشق، قد التقت على ضرورة الحد من الاندفاعة الكردية. ويبدو أيضاً أن الأتراك كانوا هم الأنشط عندما لعبوا دوراً حاسماً في طرد تنظيم “الدولة” والجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني من مدينة جرابلس الواقعة على حدودهم مع سوريا”.
المركز الصحفي السوري _ صحف