كتب الإعلامي السوري فيصل القاسم يوم الجمعة مقالا عنونه بـ” هل تزيح الصين أمريكا عن عرش الإعلام العالمي؟”.
وقد تناول فيه القاسم الحركة الإعلامية بين الصين وأمريكا حيث قال فيه أن صعود الصين لعرش الإعلام والسيطرة على الثقافة الشعبية كان ضعيفا، لكنه بدا على العكس.
واعتبر فيصل القاسم أن افتقار الصين للهيمنة الإعلامية كانت نتيجة الهيمنة اللغوية للغة الإنكليزية التي ورثت أمريكا نفوذها وسيطرتها عن بريطانيا، ثم عززت أمريكا وقوت هذه اللغة. وتمكنت من السيطرة على العالم سياسيا وثقافيا وإعلاميا.
رأي الكاتب
وبرأي القاسم أن افتقار الصين للغة إعلامية عالمية ليس حاجزا أو مانعا في هيمنتها الإعلامية، ففي حين تتحكم أمريكا بكافة وسائل التواصل الاجتماعي التي أنتجتها أمريكا من فايسبوك وتويتر وانستغرام وغيره، والذي من خلاله هيمنت أمريكا على المجال الثقافي والإعلامي والتواصلي العالمي من خلال لغات العالم الأخرى. بعبارة أخرى، فهي مثلاً تسيطر على الساحة التواصلية العربية باللغة العربية وليس بالإنكليزية. وكذلك الأمر بالنسبة للغات العالمية الأخرى التي أصبحت مجرد أدوات بيد أمريكا للتحكم بالثقافة والتواصل بين الشعوب. لكن هل ستبقى أمريكا المتحكم الوحيد بوسائل التواصل والإعلام، وإلى متى؟
يتابع القاسم قائلا ” إذا أردتم معرفة الخوف الأمريكي من الصعود الإعلامي الصيني المتزايد على الساحة الدولية، فقط انظروا إلى الحملات التي يشنها الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته على التطبيق الصيني الشهير «تيك توك» الذي أصبح الشغل الشاغل للأمريكيين في الأشهر الماضية، مع أنه تطبيق يتيم بين عشرات التطبيقات التواصلية الأمريكية التي تجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه” .
وبين القاسم محاولة ترمب لشراء ” تيك توك” التطبيق الصيني الشهير، وعندما فشل بدأ بمحاصرته، فكيف سيكون الحال عند إطلاق الصين تقنية الفايف جي التي ينتظرها العالم أجمع، والتي ستشكل قفزة نوعية رهيبة إلكترونيا على مدار الساعة.؟!
يقول القاسم:” الصين مستعدة أن تفعل أي شيء للهيمنة على العالم، وأنها لا تعير العادات والتقاليد والأخلاق والثقافات المختلفة أي اهتمام، بدليل أن المحتوى الرقمي في «تيك توك» غير مسبوق ولا مثيل له في تاريخ الإعلام والتواصل الإلكتروني من حيث الجرأة والانفلات”.
لكن السؤال المطروح: هل ستترك أمريكا الصين تتمدد اقتصادياً وإعلامياً وتواصلياً بهذه السرعة الرهيبة؟ أم إننا سنشهد العديد من حروب الفيروسات التي بدأت بفيروس كورونا ولا نعلم أين ستنتهي؟ هل ستصل الصين إلى مبتغاها بسهولة، أم إن العالم مقبل على كوارث كبرى بسبب التنافس المرعب على الفضاء البشري بين ضباع العالم؟
محمد إسماعيل/ المركز الصحفي السوري