قبل شهر ونصف قال لي أحد مصادري في واشنطن “هناك استعدادات لعملية ضد قطر، ولهذا نحن على اتصال مع الاستخبارات البريطانية”. لم أكتب ما سمعت من المصدر لفرط حذري، لكني الآن أتابع بدقة أكبر ما قاله وما يقوله أشخاص على غراره. وكلما استمعت لما يُتناقل بانتباه يتزايد قلقي من أن تركيا هي الهدف التالي لواشنطن.
لا أحصل على إجابات مباشرة عن أسئلتي، لا أحد يقول “نعم، الدور قادم على تركيا”. لكنني أشعر في واشنطن أن التخطيط جارٍ على قدم وساق لعملية حصار متعددة الأوجه ضد تركيا.
سأكتب ما سمعت، وإليكم النتيجة التي سأخلص إليها منذ الآن “ينبغي على تركيا أن تكون شديدة الحذر خلال الأيام القادمة”.
عملية ضد تركيا
1- تعمل بريطانيا والولايات المتحدة معًا، في هذه الفترة التي يتم فيها رسم خريطة جديدة للمنطقة، على الإطاحة بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إذا تطلب الأمر. وقد أعدتا من الآن من سيحلون محله في الحكم، وأول عمل أقدم عليه هؤلاء هو التعهد بإيقاف الدعم والتمويل اللذين تقدمهما قطر. وبحسب ما سمعته فإن بريطانيا وأمريكا ستطلبان من أمير قطر إما تنفيذ طلباتهما وإلا فستتم الإطاحة به. كما أن والد الأمير المقيم في بريطانيا سيمارس ضغوطًا على ابنه لتنفيذ الطلبات. وإذا لم يرضخ الأمير للطلبات فسيتم الإتيان بحكومة جديدة من بين أعضائها أفراد من أسرة الأمير.
2- ستدرس الحكومة الجديدة العلاقات القطرية مع تركيا. وفي هذه الأثناء سيتم إرسال بعض الشخصيات المقيمة في قطر والموضوعة على قائمة الإرهاب المعدة من جانب بريطانيا والولايات المتحدة، إلى تركيا. وبحسب المصادر في واشنطن فإن من بين الشخصيات المذكورة يوسف القرضاوي، الذي سيستقبله محمد شوقي الإسلامبولي في إسطنبول. وستوجه بريطانيا وأمريكا نداء إلى تركيا من أجل تسليم الشخصين. وفي حال عدم استجابتها للنداء فإن البلدين سيعلنانها بلدًا داعمًا للإرهاب شأنها شأن قطر. وحسب ما فهمت فإن المخطط على الورق هو كما ذكرته آنفًا.
3- وفي الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موقفها الناقد لتركيا بشكل رسمي في قضية حقوق الإنسان. وتعمل الوزارة الآن على إلغاء اعتماد السفير التركي في واشنطن بناء على طلبات واردة من الكونغرس.
4- منذ فترة والألسن تتناقل في واشنطن أن صحيفة نيويورك تايمز تعمل على مقالة شديدة اللهجة تستهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن تُنشر المقالة عشية العملية ضد تركيا.
5- الكونغرس الأمريكي مستعد حاليًّا للمصادقة على أي قرار يصدر ضد تركيا.
6- يقترح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون السبل الدبلوماسية من أجل الحل، إلا أن البيت الأبيض لم يأخذ بالمقترحات. العملية ضد قطر وإذا جاء الدور على تركيا فالعملية سيقودها طاقم الإسلاموفوبيا في البيت الأبيض. ينبغي علينا معرفة ذلك.
7- وفي هذه الأثناء، تفكر الإدارة الأمريكية في واشنطن بنقل قاعدتها الموجودة في قطر إلى الإمارات.
ترك برس