اعتبر محللون وسياسيون أن دعوة روسيا لجلسة طارئة لمجلس الأمن، الثلاثاء، بشأن اليمن، يأتي في سياق الضغط على السعودية التي تقود التحالف العربي ضد الحوثيين وقوات حليفهم علي عبدالله صالح؛ لثنيها عن قرارها الأخير بالتدخل البري في سوريا.
وذهب البعض إلى أن الصراع في سوريا بلغ ذروته؛ ولذلك تسعى موسكو لمقايضة الرياض بالملف اليمني، في ظل أحاديث عن مساعي روسية بتحييد القرار الدولي 2216، وهو ما عده مراقبون “تقويض شرعية النظام الانتقالي الذي يمثله الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته وحلفاؤه السياسيون والعسكريون”.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله إسماعيل، أن التحرك الروسي بمجلس الأمن، يمكن قراءته من اتجاهين؛ الأول: الرد على تحركات السعودية التي انضمت إلى تركيا فيما يخص الملف في سوريا، والإعلان عن تدخل عسكري هناك؛ ولذلك تحاول موسكو الضغط على الرياض بورقة اليمن، عبر مجلس الأمن، والسعي لتعديل القرار الأممي 2216 الذي يدين الحوثيين وصالح.
والاتجاه الثاني، بحسب إسماعيل، أن هذا النشاط الدبلوماسي المكثف، للروس والغرب، يتزامن مع الهزائم التي لحقت بجماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح في عدد من الجبهات المفتوحة في البلاد، لا سيما التقدم النوعي لقوات الشرعية شمال شرق صنعاء.
وأكد أن إحساس بعض الدول الكبرى بدأ يرتفع إزاء العمليات الواسعة لقوات الحكومة الشرعية، التي تشير إلى حسم المعركة لصالح الرئيس عبدربه منصور هادي، وللتحالف الداعم لشرعيته بقيادة السعودية، وبالتالي لا تعدو هذه المواقف من كونها تسعى لوقف استعادة العاصمة صنعاء من قبضة الحوثيين وصالح.
وأوضح السياسي اليمني أن الموقف الروسي لا يمكن فصله عن التجاذبات الإقليمية والدولية الراهنة، الهادفة لإحداث -على ما يبدو- تغييرات سياسية وربما جغرافية في المنطقة العربية.
ومن المرتقب أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بشأن اليمن، الثلاثاء، بناء على طلب تقدمت به موسكو قبل أيام.
وفي لقاءات متكررة جمعت المخلوع صالح بدبلوماسيين روس، أعرب صالح عن تطلعه لدور روسي؛ من أجل رعاية تسوية سياسية مع خصومه في حكومة الرئيس منصور هادي، لكن بعد إيقاف التحالف بقيادة السعودية عملياته العسكرية في البلد.
عربي 21