ربما الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد “ترامب” عادت إلى ما كان يفعله أسلافها من قبل وبنفس اللهجة الحالية الموجهة إلى إيران، ذاك النهج الشامل المبني على التصور الكلي لسياسة أمريكا تجاه إيران من جميع جوانبها وليس الاختصار على الملف النووي والتي من أبرزها قضايا دعم إيران للإرهاب وجهودها لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
هذا السياق الذي أكده الوزير الأمريكي “تيلرسون” في قوله “ينبغي النظر إلى الاتفاق النووي” وهو ينتقد الاتفاق لأن الاتفاق فقط يأجل طموحات إيران النووية ولا ينهيها مشيراً إلا أن إيران قد تعود إلى سابق عهدها في النشاط النووي.
لعل الاتفاق النووي لم يحل الأزمة بل رحلّها، بم أنه تجاهل تهديدات تشكلها طهران للعالم، والتي من أبرزها دعم الجماعات الإرهابية وزعزعة الجهود الإقليمية لتحقيق الاستقرار في سوريا التي مازال الايرانيون العصب الأول لمساندة نظام الأسد ومده بالرجال والميليشيات، عداك عن بذل الأموال والنفقات، وخسارتها لخيرة قياديها من الحرس الثوري، وفي السياق نفسه مع العراق واليمن وسواها فقد استغلت إيران عهد “أوباما” الانسحاب الأمريكي؛ لإعادة تفكيك وتركيب المنطقة بما يوافقها ودفعت أيضاً الحوثيين إلى السيطرة على البلاد وتهديد الجوار السعودي، ناهيك عن التدخل العسكري وإحكام القبضة في سوريا والعراق، بم هدد تركيب الديمغرافية في المنطقة بأسرها، حتى في لبنان تحول “حزب الله” بمساعيها على حد قول اللبنانيون (الميليشيات التي تخطف الدولة).
أما بالنسبة لرجل البيت الأبيض الجديد “ترامب” تلك اللعبة الإيرانية يجب أن تنتهي قبل أن تبدأ أصلاً، ويعتقد أن إدارته تمر بمرحلة بناء استراتيجيتها إزاء ملفات العالم كله، كما يبدو واضحاً الضرر بمصالح واشنطن، فقد خسرت نسبة حلفائها التقليديين في الخليج من دون أن تكسب حليفاً جديدا وموثوقاً في طهران.
سؤال يطرح نفسه تلقائياً على ساحة الواقع، كيف تتابع طهران هذه التصريحات الأمريكية المتتالية؟
هل هي مجرد تصريحات متلاحقة أم خطوات متسارعة؟.
على حد قول الرسميين في إيران، إن الضغوط لم تغير سياسة إيران وأن الاتفاق النووي جارٍ، حيث أنها ملتزمة بالأساس بذلك الاتفاق الذي لم يكن لحل القضايا الخلافية بالإقليم، بل للحد من توفير أكبر في الملف النووي لا أكثر.
أين هي إذاً كرة الثلج المتدحرجة والتي تكبر رويداً رويدا وسط تصاعد لغة التهديدات، التي تبدو عصية على الملاحقة وتزيد من سخونة الاتهامات المضادة بين واشنطن وطهران؟
أم أنها تنحل مع مراجعة الاتفاق مع إيران والنظر فيما إذا كان تعليق العقوبات عليها في مصلحة بلاد “ترامب” أم لا؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد