“كلمات معسولة و أحلام وردية وعدني بها وأنا كالطفلة التي تعشق كل ما تسمع و تصدق كل ما يقال لها” بهذه العبارات عبرت “رنا النجار” (22عاما) عن مأساتها بالتعارف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
على الرغم من أن الكثيرين تعرضوا للخداع والكذب من خلال مواقع التعارف أو الزواج عبر شبكة الانترنت، إلا أن هناك من فازوا بعلاقات ناجحة ومثمرة سواء كانت زواجا أو صداقة وهذه النسبة ملحوظة وحقيقية وإن كانت ليست بكثيرة.
“حسن محمد” (25عاما) يتحدث عن زواجه عبر الانترنت قائلاً “تعارفنا لمدة سنة وأحببنا بعضنا كثيراً، تم الزواج بموافقة الأهل، وأنجبنا طفلين، ونعيش حياة زوجية كباقي الازواج السعداء”.
على الرغم من إيجابيات هذا الزواج في حل الكثير من المشكلات إلا أن له العديد من السلبيات التي لا يمكن التغاضي عنها.
الباحث الاجتماعي “قصي راضي” يتحدث عن أهم سلبيات هذا التعارف قائلاً” قد يفتقر للصدق فهناك عدد كبير لحسابات وهمية لفتيات على أنها رجال يريدون الزواج، ويبدأ العبث بمشاعر الآخرين ويبدأ التعلق الوهمي، فضلا عن لجوء بعض الرجال لخلق حياة رومانسية جديدة بعيد عن زوجاتهم لتفادي الملل”.
قد يتم الزواج في بعض الحالات التي يتم فيها التعرف بين الطرفين عبر الانترنت، لكن مع الوقت تحدث صدمة قوية للفتاة أو الشاب كأن تكون هي الزوجة الثانية، أو أن يكن الرجل قد وقع في شراك زوجة ثانية تفتقد لأصول الأخلاق والتربية، و ربما ينتهي ذاك الزواج غالباً بالطلاق .
تحدثنا الأنسة “رنا النجار” عن تجربتها الفاشلة مع هذا التعارف قائلة ” أحببته كثيراً، كان كلامه جميلا ووعوده لا تنتهي، وعدني بالزواج، و كنت أنتظر قدومه لطلب يدي، صدمة بخطوبته من صديقتي التي تعرفت عليه من خلالي”.
المرشدة النفسية “خديجة محمد” تقدم بعض النصائح في هذا المجال قائلة ” لا بد من توضيح أسس التعارف ووضع حدود لها، ويجب عدم الاستجابة لرغبات تتنافى من الأخلاق و المبادئ، وتحري الدقة في اختيار شريك العمر عبر الإنترنت وتوخي الحذر قبل إتمام الزواج”
تتابع مضيفة” وأقول للرجال والفتيات الذين يخدعون آخرين عبر الإنترنت، تيقظوا وأوقفوا إيذاؤكم للآخرين، فكم من فتاة وشاب يتمنون الزواج وبناء أسرة، وكم من فتاة تتصارع بداخلها الأشواق والحنين لنصفها الآخر، فلا تعبثوا بمشاعر الآخرين فتهلكوا غيركم وتأثموا على حياة اللهو التي لن تجلب لكم إلا السوء”.
ربما الزواج عبر الانترنت سعي وراء تكوين أسرة يحلم بها الكثيرين، لكن توخي الحذر في كشف مدى مصداقية تلك العلاقات من الضروري جداً.
المركز الصحفي السوري _ حنين حمادة.