عزا رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر العميد أحمد بري عدم انشقاق معظم جيش النظام السوري إلى البنية التنظيمية له منذ تأسيسه والمعتمدة على الطائفية، حيث يسيطر 80% من العلويين على مفاصله.
وأضاف بري في برنامج خاص للجزيرة بعنوان “حماة الديار” -رصد ظروف تأسيس الجيش السوري الحر، ومدى قدرته على مواجهة تحديات المستقبل- أنه يستحيل على أي ضابط في الجيش النظامي سواء أكان من السنة أم الشيعة الانشقاق عنه “فقد كانوا مقهورين تحت قائد علوي”.
وأشار إلى أن بعض الفئات -حتى من السنة- فضلت البقاء مع النظام لمصالحها، واصفا الذين انشقوا بأنهم أحرارا وشرفاء.
وعن عدم تشكيل الجيش السوري الحر وعاء لضم المنشقين عن الجيش النظامي، قال بري “عندما تم تشكيل القيادة المشتركة كان هدفنا جمع كل هؤلاء، لكن ما حال دون ذلك هو أن الدعم للجيش كان نادرا جدا، كما اصطدمت تجاذبات دولية ولم يكن هناك أي دعم مادي للمنشقين فأصبحوا يبحثون عن البديل”.
وردا على سؤال بشأن دوافع المنشقين عن الجيش النظامي، قال بري “طلعنا بدافع الوطنية والضمير، وكانت رؤيتنا أن نتلقى العون من الدول الداعمة، وتشكيل نواة لجيش يدحر النظام، لكن الدعم كان بسيطا، فمثلا كان لدينا عشرون ألف مقاتل في حماة، لكن لم تكن لديهم رواتب يعيشون منها”.
وعن واقع الجيش الحر حاليا أكد بري أنه موجود في الشمال وفي إدلب وحماة وريف دمشق وحمص والساحل السوري والجبهة الجنوبية، وأفراده يقاتلون بشراسة ضد النظام ومصممون على دحره “لكن المشكلة هي أن الدول تمارس معنا سياسة العصا والجزرة، مشددا على أنه لو تم دعم الجيش الحر بشكل كامل “لأسقطنا النظام وقضينا على تنظيم الدولة الإسلامية الذي هو صنيعة النظام”.
وبشأن علاقة الجيش الحر مع الفصائل الأخرى المقاتلة على الأرض في سوريا، قال بري “علاقاتنا ممتازة مع أحرار الشام وجيش الإسلام، ونحن متفقون في الرؤية مع هاتين الحركتين، أما جبهة النصرة فلها أمور خاصة بها وليس لدينا اندماج معها”.
وفي ما يتعلق بمصير الرئيس السوري الأسد قال “لن نرضى بأي حل سياسي يبقي بشار الأسد وعصابته، ونؤكد على ضرورة خروج المعتدين روسيا وإيران وحزب الله من سوريا، ولن نقبل إلا بالحل الذي يرضي الشعب السوري”.
شبكة مصالح
من جهته، عزا الكاتب والمحلل السياسي السوري عمر قدور عدم انشقاق ألوية أو فرق كبيرة عن الجيش النظامي إلى أن نظام عائلة الأسد الذي يحكم سوريا منذ أربعين عاما قائم على شبكة مصالح واسعة تقوم على سيطرة العلويين على كافة مفاصل الجيش النظامي.
وأضاف أن كثيرين ضمن شبكة مصالح النظام لو أتيحت لهم مصالح في الثورة لانشقوا عن الجيش النظامي لكن الثورة لم تقدم البديل، مشيرا إلى أن أحوال المنشقين لا تشجع أقرانهم في الجيش النظامي على الانشقاق.
وعن أسباب حجب الدعم عن الجيش السوري الحر، قال قدور إنه منذ البداية كان هناك قرار دولي بعدم تمكين الثورة من الانتصار العسكري، مؤكدا أن هذا القرار تبنته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مما دفع العديد من الدول إلى الإحجام عن دعم الجيش الحر، وتم تقديم المعونات إلى فصائل إسلامية لتحقيق أجندات لتحويل سوريا إلى ساحة للمتطرفين من كل جهة.
واعتبر أن التعويل يبقى قائما على الجيش الحر بسبب شعبيته، ويبقى هو محط الأنظار كقوة اعتدال تمثل السوريين أكثر من غيرها، ولو أتيح تقديم أسلحة نوعية لهذا الجيش لتمكن من التقدم والتصدي لمشروع النظام وتنظيم الدولة الإسلامية، لكن ما يعيق ذلك هو عدم وجود قرار دولي بإسقاط النظام.
الجزيرة