تضاربت الأنباء حول اختراق قوات من الحشد الشعبي الشيعي العراقية الأراضي السورية، ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر إعلامية الأمر، نفت مصادر قوات سوريا الديمقراطية ذلك.
وتقول الأنباء إن قوات الحشد الشيعي دخلت قريتي قصيبة والبواردي على الحدود السورية العراقية جنوب شرق الحسكة.
ويقول الصحفي فاضل الخضر من شبكة الخابور لـ”عربي21“: “جاءت أرتال كبيرة إلى المنطقة لينسحب تنظيم الدولة دون مقاومة للحشد، ما سمح للحشد بالسيطرة على القريتين حتى عمق 10 كم”.
لكن ما لبثت قوات الحشد الشعبي أن انسحبت من المنطقة لصالح المليشيات الكردية.
من جانبه، قال رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطي، لـ”عربي21: “ليس عندي علم بدخول قوات الحشد الشعبي إلى مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”. لكن الصحفي فاضل الخضر يؤكد ذلك ويقول: “سلمت قوات الحشد القريتين لاحقا للبيدا، وعادت لمخفر قصيبة على الحدود السورية العراقية”.
يذكر أن عددا من قادة الحشد الشعبي أكدوا نيتهم دخول سوريا، ومن ذلك ما قاله القيادي أبو مهدي المهندس: “إن العمليات التي تقوم بها مليشيات الحشد في المناطق الواقعة غرب نينوى هدفها تنظيف الحدود العراقية مع سوريا، وإن قوات الحشد ستتابع أي وجود للتنظيم خارج العراق يهدد الأمن العراقي”.
ويرى مراقبون أن دخول قوات الحشد بالون اختبار لمعرفة ردود الفعل، بدليل خروجها من سوريا بعد ساعات. وهو ما يراه العقيد الطيار موسى العكل، الذي يقول: “إنها اختبار، وأستبعد أن يكون هدفها المشاغلة من أجل معبر التنف”.
والمُستهدَف الأول من الاختبار الولايات المتحدة، يقول العكل: “الولايات المتحدة ضد التدخل في سوريا، فالمصلحة الأمريكية لن تسمح للحشد الشيعي بالتدخل في سوريا”.
ودفع الأهالي فاتورة دخول قوات الحشد، رغم أنه استمر ساعات قليلة فقط، يقول فاضل الخضر: “هرب الناس مشيا إلى مركدة؛ خوفا من عمليات انتقام طائفية، ولم يستطيعوا حمل أغراض أو مؤن من قراهم”، ويقدر عدد العائلات النازحة بمئتي عائلة.
وترفض قوات سوريا الديمقراطية رسميا دخول قوات الحشد للمناطق الواقعة تحت نفوذها. وفي هذا الصدد، قال طلال سلو الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية: “سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي لدخول مناطق سيطرة قواتنا، ولن نسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتنا”.
ولا يوجد قرار حاسم من الحشد بعد باجتياز الحدود، فقد ربط المتحدث باسم الحشد دخول مقاتليه إلى سوريا بموافقة مجلس النواب العراقي.
ويرجح المراقبون أن تدفع إيران قوات الحشد الشعبي لدخول الأراضي السورية والالتقاء مع مليشياتها في الجانب السوري، يقول العقيد موسى العكل: “سيحاول النظام السيطرة على آبار النفط، ووصل دمشق بطهران عبر معبر التنف”، وهذا ما يفسر إطلاق الجيش الحر مؤخرا معارك البادية ،فهي تهدف إلى منع التقاء المليشيات في العراق مع أخواتها في سوريا.
العربي21