لم يكن القصف والدمار والنزوح العائق الوحيد أمام الشعب السوري في المناطق المحررة، بل هناك الكثير من العوائق الشائكة والمعاناة التي تتكرر كل يوم منها: ارتفاع الأسعار بشكل خيالي, إذ تشهد الأسواق في المناطق المحررة في إدلب وريفها ارتفاعاً خيالياً في أسعار المنتجات الغذائية والمحروقات التي يتم شراؤها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
نرى اليوم في الأسواق أرقاماً خيالية لأسعار الخضروات بعد القرار الذي صدر بعدم السماح بدخول الخضار والفواكه إلى المناطق المحررة للتخلص من دفع المبالغ التي تقوم حواجز النظام بأخذها لإدخال هذه المنتجات إلى المناطق المحررة “يعني سرقة عينك عينك”، فقد وصل سعر الكيلو الواحد من البندورة إلى 800 ليرة سورية وما يزال هذا الرقم في ازدياد رغم أن القرار الذي صدر سابقاً بعدم دخول الخضروات من مناطق النظام قد ألغي؛ بسبب استغلال بعض التجار هذه الفرصة والقيام برفع أسعار المنتجات الغذائية.
ليست المناطق المحررة الوحيدة التي تشهد ارتفاعاً في الأسعار، كذلك مناطق سيطرة النظام فقد ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من البندورة خلال أيام من 250 ليرة إلى 500 ليرة سورية.
“أبو سعيد” أحد البائعين في سوق الخضار في مدينة إدلب قال “من لما طلع هالقرار بأنو ما بقى يخلونا نجيب خضرة وفواكه من مناطق النظام صارت الأسعار تزيد بشكل كبير وحتى لو انوجدت هي الخضرة مافي حدا يشتريها بهيك سعر، الله يكون بعون هالعباد”, وتابع قائلاً “صح كانت الأسعار عنا من قبل نص مقبولة بس لما وقفولنا دخول هالخضرة لأنو النظام عم ياخد عليها مصاري مافتح ورزق بس هلأ زادت الأسعار شي 20 ضعف والله احتارت هالعالم شو بدها تاكل وكيف بدها تعيش”.
لم يكن كلام أبي سعيد وحده المعبر عن معاناة الشعب اليومية بل جاءت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حول ارتفاع الأسعار فقد كانت من ضمن التعليقات على صفحة الفيس “لازم يعملو صفحة لأسعار البندورة متل الدولار والمازوت”، “لازمني كمية محددة مشان صحن سلطة بأديش الحبة؟”.
الغلاء في الأسعار والدمار والقصف والنزوح معاناة يعيشها الشعب السوري كل يوم في المناطق المحررة، من المسؤول عن كل هذا ومتى سينتهي هذا الألم وتنتهي معه هذه المعاناة؟، ألا يوجد من يعيد للشعب السوري أبسط حقوقه في العيش؟؟ وقفة تأمل ودقيقة صمت لأرواح الضمير العالمي..
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر