تشهد المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان نشاطا ملحوظا لعمليات التهريب لا سيما بعد سيطرة نظام الأسد على المعابر التي تربط البلدين خاصة في منطقة لبنان الشمالية، الأمر الذي ينعكس سلبا على الاقتصاد اللبناني.
وقال مصدر أمني لبناني لأورينت نت، إن تهريب البضائع ينشط بشكل خاص في المعابر الموجودة في الشمال اللبناني، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة معابر شرعية هي “العريضة، العبودية، ووادي خالد”، بالإضافة إلى عشرات المعابر غير الشرعية، والتي يستخدمها المهربون كونها بعيدة عن أعين الدولة اللبنانية.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن بعض المهربين يستغلون دخول اللاجئين من المعابر وينخرطون في صفوفهم.
وأكد المصدر أن نظام الأسد يستفيد من التهريب بشكل كبير، لافتاً إلى أن حرس الحدود السوري، أو ما يعرف بـ “الهجانة” يجمعون ثرواتهم من خلال الرشاوى التي يحصلون عليها من المهربين.
اللعبة الاقتصادية
بدوره، ذكر الخبير الاقتصادي والبروفيسور (جاسم عجاقة) لأورينت، أن الاقتصاد اللبناني هو عبارة عن مجموعة قواعد تدير اللعبة الاقتصادية، والتهريب الذي يحرم الدولة اللبنانية من المداخيل الجمركية يزعزع هذه اللعبة، مشيراً إلى أن المضاربة على البضائع اللبنانية ضمن القوانين المرعية لا تضر الاقتصاد، إنما ما يحصل اليوم هو مضاربة على البضائع كافة، خصوصاً تلك التي ينتجها ويستهلكها لبنان.
وتابع: “عندما يخيَر المستهلك بين البضائع المهربة الأقل كلفة وبين البضائع اللبنانية، سوف يختار حتماً الأقل كلفة، ما يعود بالضرر على الشركات اللبنانية المنتجة”.
من جهته، أشار مصدر في المعارضة السورية فضل عدم الكشف عن اسمه لأورينت، إلى أن هذا النوع من عمليات التهريب هو باب يعتمد عليه النظام لتمويل جماعاته المسلحة، والتي كانت في فترة المواجهات تعتمد على التمويل الذاتي، وكانت تلجأ للتهريب والسرقة والخطف للحصول على فدية.
وتتنوع البضائع المهربة من الداخل السوري إلى لبنان، حيث تشمل مواد غذائية، مساحيق تنظيف، أسلحة خفيفة، بالإضافة إلى المخدرات والحشيش التي تشرف عليها ميليشيا حزب الله.
وكان التهريب في الماضي يتم عبر النهر الذي يفصل الحدود بين منطقة عكار وصولاً إلى العريضة، وكانت معظم البضائع تعود لـ(جميل وهارون الأسد) آنذاك، وكانت الأوامر التي تأتي من السلطات العليا تمنع التعرض لمراكب التهريب.
يذكر أن تجارة تهريب البشر إلى لبنان احتلت المركز الأول على أنواع التهريب كافة لا سيما بُعيد انطلاقة الثورة السورية، وقد عثرت السلطات اللبنانية على عشرات الضحايا إما في الجبال التي تحيط بلبنان من ناحية منطقة المصنع، وإما في البحر من ناحية منطقة العريضة شمال لبنان.
نقلاً عن:إورينت نت