التقت “عربي21” بمناسبة الذكر الثالثة والأربعين لحرب تشرين، مع “أبو رياض” الذي كان جنديا في الجيش الأردني حينها، حيث روى كيف أُرسل إلى سوريا ليشارك مع رفاقه الأردنيين في حرب تشرين عام 1973.
يقول “أبو رياض” وهو مدرس رياضيات حاليا: “لقد كنا نتقدم بسرعة، لم تستطع النيران الإسرائيلية إيقافنا، حتى إننا في فترة ما لم نعد نرى جنودا ولا آليات إسرائيلية، لقد كان كل المشاركين في المعركة متآلفين ومتقدين، كانوا يقاتلون بكل ما تعلموا وأشبعوا من عقيدة عربية ضد المحتل الصهيوني، لم نكن نريد أن تتكرر مآساة فلسطين”.
وشارك على الجبهة السورية قوات مغربية عرفت بـ”لواء الدرع” وقوات أردنية وسعودية وعراقية إضافة للقوات السورية.
ووصلت القوات السورية إلى عمق هضبة الجولان، وإلى سهل الحولة وبحيرة طبريا، ولأسباب غير معروفة حتى الآن جاءت الأوامر للقوات المتقدمة بالتراجع، بحسب “أبو رياض”، الذي استطرد قائلا: “كنا نتقدم بقوة عندما رأينا الدبابات السورية تعود أدراجها بأوامر من القادة الضباط الذين كانوا حينها في قلب المعركة، لم نفهم ما يجري ولم يأتنا حينها قرار بالتراجع إلا أننا رأينا القوات السورية تتراجع”.
وكشف أبو رياض في حديثه مصير القوات المغربية حيث قال: “لقد زُج بالقوات المغربية في المقدمة ولم يتسن لها رؤية تراجع القوات السورية، كما أنه لم يتم إبلاغهم بأمر الانسحاب، فتابعوا تقدمهم، فيما انسحبت القوات السورية، وهنا وقعوا في الفخ”، وبعدها أعلن الإعلام السوري أن المقاتلين المغاربة أبطال ليتداركوا الأزمة المحتمل وقوعها بين البلدين.
وتعرف القوات المغربية التي شاركت في الحرب باسم “التجريدة المغربية”، وكانت تمثل لواء الدرع الأكثر قوة وتميزا في الممكلة المغربية، حيث كان يرابط على خط الدفاع الثاني، ونتيجة لصفقات دولية كشف ظهره ووقع في ثغرة حربية، فقتل حينها نحو 170 جنديا بحسب الرويات التاريخية.
وتابع أبو رياض قائلا: “لقد كنا نتوقف ونسأل الدبابات السورية عن سبب التراجع، بينما تبدو الأرض لنا بالكامل فارغة من القوات والآليات الإسرائيلية، فكانت الإجابة أتتنا أوامر بالانسحاب”.
وأضاف: “قررت ورفاقي البقاء، لقد كنا في العشرينات من عمرنا وكنا مفعمين بالحيوية والإيمان العربي، لكننا وجدنا أنفسنا وحدنا فتراجعنا.. لقد باع الأسد الأب الجولان”، داعيا أن يكون الله في عون السوريين اليوم، فالأب باع الأرض والابن سيبيع الشعب.
وكان الجنود المغاربة المعروفون حينها بقوة جاهزيتهم قد وصلوا إلى قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، حين حلقت الطائرات الإسرائيلية نوع “ميراج” الفرنسية الصنع و”الإف 5″ الأمريكية الصنع وقامت بقصفهم، دون أن يكونوا محميين من الطيران السوري أو القوات السورية.
ويقول السياسي الأردني صالح القلاب: “أسقطت مدينة القنيطرة ببلاغ عسكري استباقي قبل أن تسقط بأكثر من 48 ساعة”، ويقصد هنا حرب 1967 التي كان فيها حافظ الأسد وزير الدفاع ومسؤولا عسكريا عن جبهة سوريا.
عربي21