الخيار العسكري
يشير موقّعو الرسالة إلى أنهم يعملون في الخارجية الأميركية في “نطاق الردّ الأميركي على الأزمة السورية”. وتشير المذكرة في المقطع الأول إلى أن “الحل سيبقى سراباً إن لم تشمل الخيارات استعمال القوة العسكرية لفرض اتفاق وقف الأعمال الحربية وإجبار النظام السوري على تطبيقه وعلى التفاوض على حلّ سياسي بنيّة طيّبة”.
كما أشارت المذكّرة إلى أن منع اعتداءات النظام السوري على المواطنين السوريين “عن طريق أعمال عسكرية مركزة سيجبر النظام على دفع الثمن”.
ولفتت إلى أن دعم روسيا وإيران للنظام السوري يتسبب بمعادلة لا تسمح باحترام وقف دائم لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات ذات نتيجة.”
ودعا النص إلى أن تتخذ الولايات المتحدة موقفاً أخلاقياً بعد مقتل 400 ألف شخص، ونزوح 12 مليون سوري من أصل 23 . واعتبر أن التدخل العسكري الأميركي سينقذ أرواح السوريين ويؤدي إلى نتائج سياسية. كما أشار إلى أن حماية مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية من غارات النظام السوري سيساهم في محاربة تنظيم داعش، وأن أي محاولة لصدّ داعش “من دون المعارضة العرب السنّة ستفشل.”
النظام السوري ضعيف
وفي تقدير للقوة العسكرية على الأرض، أشارت المذكرة إلى أن جيش النظام السوري متعب وقليل العدد، والمحاربون الأكراد “لا يستطيعون -ولا يجب- أن يفرضوا نفوذهم على مناطق غير كردية بعيدة عنهم”.
ومن اللافت أن النص يشير إلى أن على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تستعمل خطة عمل تشبه خطتها لمواجهة الخطر النووي الإيراني، التي كانت تقوم على فرض العقوبات والتفاوض.
هنا تلفت المذكرة إلى أن الاستراتيجية السورية يجب أن تقوم على فرض احترام وقف الأعمال العدوانية، ووقف قتل المدنيين على يد النظام ودفع المفاوضات بمشاركة أطراف من الداخل والخارج بمن فيهم “الإيرانيين والسعوديين للتوصل إلى حكومة انتقالية”.
“ما غاب عن سياسة أوباما”
إلى ذلك، أشار النص الذي وصل إلى “العربية.نت” إلى أن استعمال القوة الأميركية ربما يكشف أن النظام السوري قوي، ويتسبب بتدهور العلاقات الروسية الأميركية، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى. لكن المذكرة تلفت في الصفحة الأخيرة إلى أن “الوضع الحالي سيئ إن لم يكن كارثياً ويطرح تحديات إنسانية ودبلوماسية، وأيضا على مستوى مكافحة الإرهاب وأن “الولايات المتحدة لا تستطيع احتواء الأزمة من خلال سياستها الحالية”
وفي تحليل أوليّ للنص المتوفّر من الواضح أن العديد من الدبلوماسيين الأميركيين يدعون إلى موقف أميركي حازم في سوريا، وهذا ما غاب عن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ بدء الأزمة السورية في العام 2011، لكنها لا تدعو إلى تدخل شامل على الأراضي السورية.
العربية نت