يبتدع نظام الاسد كل يوم أسلحة مختلفة لقتل السوريين لإشباع شهوة الدم الغريزية لديه، فهو يتفنن في صنع الأسلحة ذات القوة التدميرية العالية والتي تحصد أكبر عدد من أرواح المدنيين السوريين.
تعتبر الألغام البحرية التي تلقيها مروحيات النظام السوري على مناطق المدنيين في ريفي إدلب وحماة هي أحدث هذه الأسلحة وأكثرها استخداماً اليوم، فالمروحيات تقوم بإلقاء ما بين عشرة إلى عشرين لغماً بحرياً في الطلعة الواحدة، وقد بدأ استخدامه منذ شهر ونصف تقريباً مع احتدام المعارك في ريفي إدلب وسهل الغاب في حماة، وذلك لقصف هذه المناطق الخارجة عن سيطرته، ويقوم النظام باستخدامها بالتوازي مع إلقاء البراميل والحاويات المتفجرة ذات الصيت الرهيب في القتل والتدمير.
الجديد في هذا السلاح أن المروحيات تقوم بإلقاء أعداد كبيرة من هذه الألغام ضمن التنفيذ الجوي الواحد، كما أن أعداداً منها قد لا تنفجر، مما يشكل رعباً وخطراً إضافياً على مناطق المدنيين، وهذا ما حصل يوم أمس في بلدة (معرة حرمة) إحدى المناطق المستهدفة في ريف إدلب الجنوبي الذي يتعرض بشكل يومي للقصف بهذا السلاح، حيث وجد لغمان بحريان لم ينفجرا بالقرب من أحد الأبنية السكنية للمدنيين، وقام فريق الهندسة في المنطقة بتفكيك أحد هذه الألغام الذي يشبه جرة الغاز المنزلية في البلدة بعد منع المدنيين من الاقتراب من المكان عن طريق مكبرات الصوت، حيث أن الاقتراب منها وملامستها يؤدي بها للانفجار لاحتوائها على صاعق حساس، مما يؤدي لسقوط ضحايا نتيجة عدم وعي المدنيين لخطر الاقتراب منها.
ينصح فريق الدفاع المدني السكان المدنيين بالنزول للملاجئ عند اقتراب طيران النظام المروحي، كما يجب توخي الحذر وذلك بإطفاء الأنوار ليلاً، لأنه يكون هدفاً للطيران، وذلك باعتبار أن الاستهداف يكون بشكل عشوائي لمناطق المدنيين.
يعتبر هذا السلاح من حيث القوة التدميرية أكبر من قدرة تدمير القنابل العنقودية، وتحتوي هذه الألغام على صواعق تنفجر عند ملامستها للأرض مباشرة، وفي حال عدم انفجارها تشكل خطراً يشبه القنابل العنقودية، لأنها تنفجر بمجرد لمسها.
يقول لنا “أبو أحمد” أحد مواطني البلدة و الذي سقط لغم بحري بالقرب من بيته أثناء تعرض بلدته للقصف ليلاً : ” إن هذا السلاح الجديد له قوة تدميرية كبيرة وصوت انفجار عالٍ، لكن بدرجة أقل من البراميل المتفجرة، كما أن العدد الكبير الذي تلقيه الطائرة المروحية يجعله يحدث خوفاً وهلعاً أكثر مما تحدثه البراميل المتفجرة”.
وليست هذه المرة هي المرة الأولى التي تتعرض فيها البلدة للقصف بالألغام البحرية، حيث تعرضت البلدة للقصف أيضاً في الخامس من الشهر الجاري أدت لاستشهاد شخص وإصابة آخر.
كما يتساءل “أبو أحمد”: ” إلى متى سنبقى حقلاً للتجارب لطيران النظام؟، سمعنا بأسلحة كثيرة من قذائف الدبابات والمدفعية إلى الصواريخ الفراغية من الطيران الحربي، وراجمات الصواريخ ، والبراميل والحاويات المتفجرة والكيماوي ولا زلنا نسمع بأسلحة جديدة، والله أعلم ماذا يخبئ لنا النظام من حقد مع كل هذا الصمت الدولي تجاه جرائمه وممارساته”.
الجدير بالذكر أن هذه الألغام تُستورد بشكل رئيسي من روسيا وكوريا الشمالية، و تُصنع في معامل الدفاع التابعة للنظام، وحاليا يتم تصنيعها في مطار حميميم باللاذقية، ويتم نقلها إلى مطار حماة العسكري، حيث تحمل بالطائرات، كما أن مروحيات النظام لا تهدأ طوال الليل والنهار في استخدام هذه الألغام في قصف المدنيين.
المصدر: اتحاد الديمقراطيين السوريين