تناولت صحف غربية وعربية الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سورية أمس، فقد اختلفت الرؤى .. بين التفاؤل والتشكيك بنجاح الهدنة.
البداية من صحيفة الـ”فاينانشال تايمز” البريطانية التي نشرت مقالا بعنوان، “حذار من تعليق آمال على الهدنة في سوريا”، كتبه ريتشارد هاس.
يقول هاس: “أعلن وقف إطلاق النار الأخير في سوريا قبل أسبوع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. هذا دفع البعض لأن يأمل بأن النزاع الذي خلف مئات آلاف القتلى وأدى إلى نزوح معظم السكان يتجه نحو النهاية، لكن للأسف ليس هذا هو الحال”.
وتقوم الهدنة على توقف الجيش الحكومي المدعوم من روسيا ومنظمات المعارضة السنية المدعومة من الولايات المتحدة وبعض الدول المجاورة عن نشاطاتها العسكرية، تمهيدا لدخول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب المحاصرة، يعقب ذلك قصف أمريكي روسي لمواقع التنظيم المعروف باسم “الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة.
ويتساءل الكاتب: “ما هو احتمال أن يتحقق كل هذا؟”.
قد يكون الروس راغبين بهدنة محدودة بعد أن ساعدوا مع الإيرانيين على تقوية مواقع الحكومة. ويرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أن يظهر بمظهر رجل السلام بعد ما حصل في أوكرانيا، لكن على أرض الواقع ستسير الأمور بشكل مختلف.
ويقول الكاتب، “إن الحكومة السورية معروفة بقلة التزامها بالهدنة، كذلك قد لا تلتزم بها بعض التنظيمات السنية المعارضة”.
وفيما أبدى البعض تفاؤله بالهدنة، واصفين إياها بالمحاولة الجديدة لإنهاء الصراع، شدد آخرون على أنها لن تصمد كما كان الحال مع غيرها الكثير في الماضي.
تقول صحيفة “البعث” السورية في افتتاحيتها:
إن “نظام التهدئة” يستمر لمدة سبعة أيام “مع الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة. فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة رفضت إدراج تنظيم “أحرار الشام” في قائمة المجموعات الإرهابية رغم دعوات موسكو المتكررة لذلك، معربة عن قلقها من رفض التنظيم تنفيذ التهدئة”.
كما تصف “الرأي” الأردنية الهدنة:
بأنها “محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من خمس سنوات”.
ونطالع في “السبيل” الأردنية “:
لم تصمد الهدنة في سوريا المتفق عليها بين روسيا وأمريكا أكثر من ساعة واحدة بعد بدايتها في السابعة من مساء يوم عيد الأضحى المبارك، حيث قام الطيران الروسي ومدفعية النظام بقصف منازل مدنيين في حلب، وحماة، ما أوقع عشرة قتلى على الأقل. فيما سجّل مراقبون قرابة الست خروقات للنظام وروسيا خلال أقل من ثلاث ساعات”.
بدورها رحبت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها بأي اتفاق يحقن دماء السوريين
“ولو لأيام معدودات”، معربة عن تفاؤلها أن الاتفاق “ربما يشكل بداية لتحرك نحو إنهاء مأساة الشعب السوري”.
لكن الصحيفة تشكك في التزام الحكومة السورية بهذا الاتفاق، “وهو ما يضع على عاتق الدولتين الكبيرتين، أميركا وروسيا، مسؤولية إلزام النظام بهذه الهدنة، فبدون تدخل قوي منهما، وبدون موقف قوي تجاه النظام، فإن خرق الاتفاق من قبل النظام واقع لا محالة”.
وتصف الصحيفة الاتفاق بأنه “خطوةٌ على الطريق لا أكثر، فيما تظل الخطوة الأهم، هي إلزام النظام بتطبيق مقررات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لإنهاء المأساة”.
وتحت عنوان “سوريا.. هل تتحقق المعجزة؟”
أعرب جلال عارف في الأخبار المصرية عن تفاؤله أنْ تفتح الهدنة في سوريا، “البابَ أمام الحل السياسي الموعود الذي ينقذ ما تبقى من هذا القطر العربي الشقيق، ويوقف شلال الدم الذي حصد أرواح ما يقرب من 300 ألف، وحول سوريا العزيزة إلي ساحة مستباحة لكل الصراعات الاقليمية والدولية”.
ويؤكد الكاتب، أن موسكو وواشنطن “لهما مصلحةٌ في التوافق الآن”، مشيرًا إلى أن روسيا “تريد تثبيت مكاسبها التي حققتها في المنطقة والتي أعادتها لاعبا رئيسيا في شؤون الشرق الأوسط بعد طول غياب” وأن الولايات المتحدة “تريد أن تحقق إنجازًا قبل رحيل أوباما تداري به خيبة السياسة الأمريكية التي ساهمت في نشر الفوضى في المنطقة”.
ويتمنى طارق مصاروة في الرأي الأردنية، أن يكون الاتفاق جديا هذه المرة، خلافا للهدنة السابقة التي حُددت بأسبوع ولم تنجح.
المركز الصحفي السوري _ صحف