” ويبقى انتظار الفرج.. طقساً مرهقاً من طقوس حياتنا اليومية.. وأحلامنا باتت حبيسة قلوب أثقلتها الأحزان” تلك كلمات أبي خالد وقت مشاهدته أشلاء القتلى والجرحى متناثرة، جراء قصف النظام بصواريخه الأكثر فتكاً هذه المرة، على المدنيين العزل في اليوم الأول من الهدنة المزعومة، وفي اليوم السابع من شهر الصوم.
بعد إعلان الهدنة مساء السبت 11/ حزيران، عادت الحياة من جديد لأهالي مدينة إدلب المحررة، حيث زاول الأهل نشاطاتهم اليومية وخصوصاً أنهم في شهر الخير الذي يتطلب منهم حاجات ملحة لممارسة طقوسه، لكن مع نظام عديم الإنسانية وفاقد الشرعية لا يلتزم بعد ولا هدنة يبرمها، فقد أطلق صواريخ الموت والدمار معلناً اختراق الهدنة وبنية الغدر للأهالي المدنيين في مدينة إدلب وريفها صباح أمس 12/حزيران/2016 على صوت الانفجار الأكثر قوة في وسط المدينة مستهدفاً السوق المكتظ بالمدنيين، ليحدث أكبر عدد من الضحايا.
هدنة الغدر في إدلب المحررة أودت بحياة 35 مدنيا وألحقت إصابات بأكثر من 70 جريحا
تقول “أم محمد” (45 عاماً) من مدينة إدلب” عندما أسقطت الطائرة صاروخ الموت، اهتز البيت وكسر ما تبقى من نوافذ، أسرعت للشارع لتفقد زوجي الذي قصد الله مبكراً للسعي وراء رزق عياله جارّاً أمامه عربية الكعك.. آه لم أجد سوى أشلاء زوج وبقايا عربية محترقة.. لله أشكو حزني وألمي.. رحل زوجي وأطفئت أنوار البيت في زمن صعبت فيه الحياة”، بوجود معيل فكيف اليوم ولا زوج يحن ولا أخ يزور من مات مات ومن هاجر هاجر.
يقول أبو عادل من ريف إدلب” أسقطت الطائرة الروسية حمولتها المميتة على الأهل في مدينتي” معرة النعمان” محدثة دماراً هائلاً وإصابات بالغة بين المدنيين، عداك عن القتلى الأبرياء، ووقفت عاجزاً أمام دموع جاري المفجوع بموت عائلته بالكامل وهو يتابع سحب جثامين أبنائه الأربعة وأمهم.. فهل من قدرة على التحمل؟!”.
يتابع أبو عادل حديثه” بكت الرجال حتى ابتلت اللحى ووداع أب مفجوع بموت عائلته بيوم واحد فاق تحمل القلب على الصبر.. فالقاتل مجرم والصمت دولي، ووحده الله القادر على نصرته”.
كما تنتقل المجازر في بلدي.. يرتقي الشهداء لربهم وهم صائمون.. والعالم الحيران ما زال صامتاً يشارك القاتل من خلال صمته وتخاذله.
تدمدم أم خالد من مدينة إدلب الحزينة” رحمكم الله يا أبناء الوطن وتقبلكم الله شهداء الظلم والغدر، في زمن غاب العدل فيه، وكان إفطاركم عند من لا يظلم أحدا”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد