هجرة السوريين إلى أوروبا تزداد وأنا في تركيا أمام “أمرين أحلاهما مُر”
يهاجرُ مئات الشبان السوريين المقيمين في تركيا بشكل يومي إلى أوروبا في رحلة ليست بالسهلة، عدا عن التكاليف الباهظة والتعب الشاق فإنها رحلة مجهولة لا يمكن معرفة ثمارها، بالرغم من أخبار العثور عن جثث مرمية هنا وهناك عبر طرق الهجرة.
محمد بعدما ودع ابن شقيقه في اسطنبول تدمع عيناه ويقول “أسأل الله لك السلامة، كن حذراً وفطناً وأرجو أن تصل بر الأمان بخير وأن تصلني أخبار منك أنك عبرت حدود الخطر” وتراوده فكرة الإقدام على الهجرة مثله مثل الكثير من السوريين.
محمد في حيرة من أمره، هل سيذهب إلى أوروبا كما فعل عدنان ابن أخيه، أم سيبقى في تركيا في ظروف معيشة صعبة للغاية ويقول “أعيش في اسطنبول نعمل ليل نهار لتأمين لقمة العيش، لكن وبعد عمليات تهجير الشبان السوريين والحديث عن عودتهم في سوريا، بدأ آلاف الشبان رحلة لجوء إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل وهرباً من ترحيلهم إلى سوريا الغير صالحة للعيش حالياً”.
يكمل محمد “تعرضت لوعكة صحية أمس لكنني لم أستطع الذهاب إلى المستشفى للعلاج بسبب الكملك، في حين لو كنت في أي بلد أوروبي تجد سيارات الإسعاف تأتي لنقل المريض للمستشفى وتهتم به بشكل غير طبيعي”.
ومحمد النازح من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي يرفض فكرة العودة لسوريا ما دامت مدينته تحت سيطرة النظام، بالمقابل لا يطيق الهجرة إلى أوروبا والاغتراب عن بلده أكثر، ففي تركيا تجد طابعاً عربياً وإسلامياً، بحسب قوله.
ويضيف محمد “تهجرنا من مدينتنا فوجدت نفسي هنا في تركيا، لا أستطيع العيش في مخيمات النازحين بدون فرص عمل أو راحة بال، وأفضل اليوم هجرةً نحو أوروبا على العودة القسرية لسوريا فهي بلد غير آمن، ورغم أن الأمرين أحلاهما مر إلا أن سورية لم يعد فيها فرص للعيش”.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/759196891867664
في الجانب الآخر يتجهز عدد من الشبان من مخيمات الشمال السوري للهجرة إلى أوروبا، رحلة ليست بالسهلة وفيها الكثير من المصاعب والمعوقات على رأسها المعوقات المادية، إذ يضطر الأهل لبيع ما يملكون واقتراض المال لإرسال ولدهم إلى أوروبا، وسط كثرة الحديث عن الهجرة وترويج الفكرة بشكل كبير محلياً.
عبد الفتاح أحد سكان مخيمات الشمال السوري يقول “رفضت الفكرة التي عرضها والدي، قال لي انظر ابن عمك أصبح في هولندا، وابن جيراننا تيسرت رحلته في الغابات وصار في بر الأمان، لماذا لا تذهب أنت وأنا أتكفل بكل شيء”.
رفض عبد الفتاح الفكرة، ليرسل والده شقيقه أحمد عوضاً عنه، ويقول عبد الفتاح “أصبح الأمر مرعباً، ربما تهرب الناس من الواقع ولكن حجم المهاجرين جداً كبير سواءً في تركيا أو هنا في الشمال السوري، وتكلفة ذلك الأمر ليست سهلة ربما تصل لـ 15 ألف دولار وما فوق”.
ابراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع