لدى إسرائيل وروسيا في سوريا مصلحة مشتركة تكمن في بقاء الأسد في سدة الحكم، على الأقل في الوقت الراهن، وهو ما تناولته صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم أمس الجمعة 23 نيسان، في تقرير ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف.
يعد سقوط الصاروخ السوري يوم الأربعاء الفائت، في صحراء النقب على بعد 30 كم من مفاعل ديمونا النووي، والذي لم يتم اعتراضه من قبل الأنظمة الإسرائيلية، تطوراً لافتاً.
فإسرائيل تمتلك القدرة على التحرك بحرية في المجال الجوي لسوريا ولبنان، وكما أنها تهاجم عمق مرافق الإنتاج النووي لإيران، علاوةً عن أنها تشن الضربات بالقرب من العاصمة دمشق وعلى طول الحدود السورية العراقية، وتحلق بطلاقة فوق العاصمة اللبنانية بيروت.
سوريا مثالٌ جيدٌ لدولةٍ معاديةٍ على خط مواجهة ساخنة مع إسرائيل، ومع ذلك ورغم التواجد الإيراني، لا يمكن اعتبارها تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، ليس فقط بسبب قدراتها العسكرية المحدودة، وإنما بسبب التفاهمات الروسية الإسرائيلية التي ساهمت في تعزيز العلاقة بين تل أبيب ودمشق، كما لعبت التفاهمات الأخيرة لإسرائيل مع دول الخليج، لاسيما الإمارات والبحرين، دوراً في توطيد تلك العلاقة، كونها أصبحت ركائز إضافية تضمن التهدئة مع دولة الجوار سوريا، في أعقاب تجديد روابط تلك الدول مع النظام السوري.
يعتبر بعض الخبراء بأن مغادرة الروس والأتراك والإيرانين لسوريا أو إزاحة الأسد عن الحكم ليس بالأمر الواقعي، فيما يرى آخرون بأن تعاوناً أمريكياً روسياً قد يفضي إلى بقاء القدرات العسكرية لموسكو في سوريا، فيما لو تخلت موسكو عن الأسد، وهو غير وارد حالياً.
ولكن الخبراء يجمعون على أن التدخل الأمريكي في سوريا في ظل سياسة بايدن التي تدعو لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، أو فرض حلٍ يتجاوز روسيا، هي مجرد أحلام في الوقت الراهن.
الوضع الحالي في سوريا ليس مثالياً للمخابرات الإسرائيلية، إلا أنه أفضل مايمكن لإسرائيل أن تتطلع إليه في الوقت الحالي، فإن نظام الأسد لا يسعى لحرب مباشرة أو غير مباشرة ضد إسرائيل، كما لا يقوم بالرد على الهجمات ضد القوات الإيرانية في سوريا.
كما أن التنسيق العسكري والجوي مع روسيا يسير بشكل ملائم، فيما توقف تمركز حزب الله على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، بينما أعادت إيران انتشارها بعيداً عن الحدود الإسرائيلية، على الرغم من أنه ليس بالحد الذي ترغب به إسرائيل، إلا أنه أفضل ما يمكن تحقيقه في الوقت الحالي.
يرى مراقبون بأن إسرائيل تخشى الإطاحة بنظام الأسد، كونها تفضل أن يكون لها نفوذ وعلاقات مع الأسد ذي الحكم الهش في دمشق، على وصول طرف آخر غير متوقع لسدة الحكم، قد لاتجد إسرائيل معه تفاهماً كالذي بينها وبين النظام.
لم تُظهر إسرائيل منذ انطلاقة الثورة السورية أي رغبة حقيقية في إسقاط الأسد، إنما بدت مهتمة في استعار الحرب مستفيدة من تدمير سوريا، واكتفت بالتركيز على التمركز الإيراني، الذي مايزال يشكل هاجساً تعمل على حله بالتعاون مع روسيا.
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع