لم تنتهِ فصول قضية دور روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، لناحية اتهام موسكو بالقرصنة لحملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو لناحية تواصل حملة المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب، مع موسكو.
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أنّ سجلات هاتفية ومكالمات تم رصدها، تُظهر أنّ أعضاء في حملة ترامب بانتخابات الرئاسة ومساعدين آخرين له، اتصلوا “مراراً” بمسؤولين كبار بالمخابرات الروسية، خلال العام الذي سبق الانتخابات.
وذكرت الصحيفة، وفق ما أوردت “رويترز”، اليوم الأربعاء، أنّ ثلاثة من المسؤولين قالوا، إنّ أجهزة تنفيذ القانون والمخابرات الأميركية، اعترضت الاتصالات في نفس الوقت تقريباً الذي اكتشفت فيه أدلة على أنّ روسيا كانت تحاول التأثير في انتخابات الرئاسة، بالقرصنة الإلكترونية على اللجنة الوطنية الديمقراطية.
وبيّنت أنّ أجهزة المخابرات سعت بعد ذلك لمعرفة ما إذا كانت حملة ترامب تتواطأ مع الروس بشأن التسلّل، أو غيره من الجهود للتأثير على الانتخابات.
وأضافت أنّ مسؤولين قالوا في مقابلات جرت في الأسابيع الماضية، إنّهم لم يصلوا إلى أيّ أدلة حتى الآن على مثل هذا التعاون، غير أنّ الاتصالات التي تمّ اعتراضها، أثارت قلق أجهزة تنفيذ القانون والمخابرات الأميركية، لأسباب منها حجم الاتصالات التي كانت تجري في وقت كان يتحدّث فيه ترامب بإعجاب شديد عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت “نيويورك تايمز” إنّ الاتصالات التي تمّ اعتراضها، مختلفة عن المحادثات التي جرى التنصّت عليها في العام الماضي بين مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين، وسفير روسيا لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك، والتي بحث فيها المسؤولان آنذاك، العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على روسيا.
ويأتي تقرير “نيويورك تايمز” غداة استقالة فلين تنفيذاً لطلب من ترامب، ليل الاثنين، بعد تقديمه معلومات مضلّلة للبيت الأبيض بشأن هذه الاتصالات.
في المقابل، لم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب من “رويترز” للتعليق بشأن تقرير “نيويورك تايمز”، والذي نقلت فيه أيضاً عن المسؤولين أنّ الاتصالات التي تم رصدها لم تقتصر على مسؤولي حملة ترامب، وشملت مساعدين آخرين له.
وأبلغ المسؤولون الصحيفة أنّ الاتصالات على الجانب الروسي، شملت أيضاً أعضاء بالحكومة الروسية خارج أجهزة المخابرات.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنّ جميع المسؤولين السابقين والحاليين الذين أفصحوا عن هذه المعلومات، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، لأنّ التحقيقات المستمرة لا تزال سرّية.
ورفض المسؤولون الكشف عن هوية مساعدي ترامب الذين تم رصد اتصالاتهم، لكنّهم قالوا إنّ أحد هؤلاء، كان بول مانافورت الذي قاد حملة ترامب لعدة أشهر العام الماضي، وكان يعمل مستشاراً سياسياً في روسيا وأوكرانيا، إلا أنّ مانافورت رفض روايات المسؤولين الأميركيين، في مقابلة هاتفية مع الصحيفة، أمس الثلاثاء.
وأجرى عدد من مساعدي ترامب مثل مانافورت أعمالاً تجارية في روسيا. وقالت “نيويورك تايمز” إنّه ليس غريباً أن يتصل رجال أعمال أميركيون مع مسؤولي مخابرات أجانب، أحياناً عن دون قصد، في بلدان مثل روسيا وأوكرانيا حيث وجود أجهزة المخابرات راسخ في المجتمع.
وأشارت إلى أنّ مسؤولي أجهزة تنفيذ القانون لم يحدّدوا إلى أي مدى ربما كانت الاتصالات بشأن التجارة.
ورفض المسؤولون الكشف عن تفاصيل، بما في ذلك المسائل التي نوقشت في الاتصالات، والمسؤولون الروس الذين شاركوا فيها، وكم عدد مستشاري ترامب الذين تحدّثوا مع الروس. ولفتت “نيويورك تايمز”، إلى أنّه لم يتضح أيضاً ما إذا كانت المحادثات لها أي صلة بترامب نفسه.
العربي الجديد