“هذه بعض المعلومات الأساسية عما يجري حالياً في حلب”، تقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في تقرير اليوم الجمعة، مذكرّة بأنّ المدينة التي تقع شمالي سورية، كانت يوماً مدينة مشهورة بقلعتها وبلدتها القديمة، لكنّها اليوم نموذجٌ للدمار، و”قمة في الرعب”، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أنّ حلب تعاني منذ عام 2012 انقساماً في أرجائها بين مناطق يسيطر عليها النظام السوري في الجزء الغربي منها، وأخرى يسيطر عليها الثوار في الجزء الشرقي، في وقت يعاني المدنيون من الغارات والحصار، مذكّرة بصورة الطفل عمران دقنيش التي هزت العالم الشهر الماضي.
ولفتت إلى ما شهدته المدينة خلال الصيف الحالي من تكثيف للقتال، لاسيما بعد الدعم الروسي لقوات النظام، التي حولت الجزء الشرقي من حلب إلى خراب هائل، جراء الغارات بالبراميل المتفجرة والهجمات المحتملة بغاز الكلور السام، ناهيك عن القصف اليومي.
وتشرح الصحيفة، في إطار ردّها الساخر على المرشح الرئاسي الأميركي، بأنّ حلب ومحيطها الأوسع كمحافظة، باتت نقطة التقاء لقتال متعدد الأطراف يضم قوات النظام، والمليشيات الكردية، والمقاتلين المعارضين المدعومين من قبل الولايات المتحدة، فضلاً عن مقاتلين مرتبطين بنتظيم القاعدة، وآخرين بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مشيرة في هذا السياق إلى التحرّك الأخير للقوات التركية باتجاه مناطق سيطرة داعش، مانعة تقدم المقاتلين الأكراد، الذين تراهن عليهم واشنطن لمواجهة التنظيم.كما تذكّر الصحيفة بأنّ الجزء الشرقي من المدينة، يعاني حصاراً خانقاً حيث طرق وصول المساعدات من وإلى الجزء مقطوعة بالكامل من قبل قوات النظام، في وقت يحذر عاملو إغاثة من أنّ أكثر من 275 ألف مدني عالقون هناك من دون ماء أو غذاء أو مواد طبية. كما أنّ القتال المتواصل، أدى إلى تقليص المساعدات عن أكثر من مليون ونصف شخص في الجزء الغربي من المدينة الذي يعاني بدوره انقطاعاً في الخدمات الأساسية بين الحين والآخر.
وتختم بالقول “لا نهاية بعد في الأفق للقتال المتواصل في حلب”، فبعد محادثات أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لأكثر من 90 دقيقة، الاثنين الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين، لم يتوصل الطرفان إلى أيّ اتفاق حتى الآن.
العربي الجديد