أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن قوى المعارضة للنظام في سوريا بدأت تستشعر انحسار دعم الولايات المتحدة لها، بعدما كانت هي وحلفاؤها يغدقون ملايين الدولارات على المجموعات المعتدلة والعلمانية والمنظمات المدنية.
وتخشى هذه الفصائل اليوم أن واشنطن وحلفاءها ربما يريدون لها أن تخسر الحرب في واقع الأمر، مما حدا بالعديد من قادة المعارضة الذين ظلوا يتلقون الدعم الغربي، إلى التوجه أمس الثلاثاء لمقابلة مسؤولين أميركيين وآخرين في مدينتي إسطنبول وأنقرة في تركيا، لكنهم لم يعودوا يأملون تغيير الأوضاع في بلادهم.
وطيلة خمس سنوات تقريبا من الحرب الأهلية، استبدت بالكثير من السوريين خيبة أمل جراء ما يرونه من “تناقض” بين خطاب أميركي متشدد ضد الحكومة السورية، وبين جهود “متواضعة” لتقديم العون لبعض معارضيها.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما ظل يقوله الرئيس الأميركي باراك أوباما من ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وفرض قيود على استخدام أسلحة كيميائية، قبل أن ينكص عن كلا الوعدين، مما زعزع ثقة المعارضين السوريين في ما يقوله.
على أن الإرباك والقنوط بلغ مدى جديدا الأسبوع الماضي بعدما أحرزت القوات الموالية للأسد مزيدا من التقدم شمالا صوب محافظة حلب، وما نجم عنه من نزوح عشرات الألوف من المهاجرين الجدد نحو الحدود التركية. ومع فقدان فصائل المعارضة لأفرادها وأراضيها ودمار القرى بفعل القصف الجوي الروسي، ظل المدنيون والمقاتلون في الآونة الأخيرة يرددون عبارات مثل “لا أمل”، و”انتهى الأمر”.
“وداعاً للثورة”، قالها أبو الهيثم المتحدث باسم تنظيم ثوار الشام -وهو فصيل معارض مدعوم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية- في رسالة نصية الجمعة الماضية من تل رفعت شمالي حلب، المدينة التي تواجه خطرا متعاظما بسبب تقدم قوات الحكومة.
ولطالما اعتادت المعارضة المدعومة أميركياً على موقف الولايات المتحدة الذي لا يريدها في الحقيقة أن تكسب الحرب حتى لا يؤدي السقوط المفاجئ للأسد إلى تولي الإسلاميين مقاليد الحكم، لكنها في ذات الوقت تسعى للحيلولة دون انهزامها لوقت طويل للضغط على حكومة دمشق وإرغامها على التفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
المصدر : نيويورك تايمز