إن أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي اليوم ليس تنظيم الدولة أو الصين أو روسيا أو حتى الشبح المفضل لدى الإدارة الأمريكية، والمتمثل في تغير المناخ، إن الخطر الأكبر هو جمهورية إيران الإسلامية، فهي النظام الذي كان في حالة حرب ضد الولايات المتحدة منذ عام 1979، حيث كانت تنتشر هتافات “الموت لأمريكا” في كل مسجد بالبلاد في صلاة الجمعة، والآن – وبفضل الرئيس أوباما وجون كيري – هي على المسار السريع للحصول على أسلحة نووية.
يذكر أن إيران ليست بقوة تنظيم الدولة، ولكنها تعمل حاليًا بنشاط في عدة مبادرات مناهضة للولايات المتحدة والتي من الممكن أن تتحول لتكون أكثر فتكًا من أي شيء ارتكبه تنظيم الدولة حتى الآن، وفي يونيو 2011 قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامئني، “أينما وُجدت حركة إسلامية وشعبوية ومعادية للولايات المتحدة، فنحن مؤيدين لها”.
في عام 2012، دعا خامئني لهجمات إرهابية ضد الغرب، ولكن الآن – وبسبب أوباما – تتدفق حاليًا داخل إيران مليارات الدولارات في ظل تخفيف العقوبات؛ مما ساعد في تمويل مثل هذه الهجمات.
وذكر الكاتب روبرت سبنسر في كتابه الجديد “الدليل الكامل للكافر بإيران”، أن الأمة أصبحت مرتعًا للنشاط الإرهابي، حيث التمويل والسيطرة على شبكة عالمية للمنظمات الإرهابية الجهادية ذات الانتشار العالمي الفعلي، والتي على استعداد للقيام بكل ما تمليه عليها إيران حتى وإن كان قتل أعدائها المحتملين.
ويقول الكاتب إن القائد لهذه الشبكة هو حزب الله، فهم شركة تابعة ومشغلة بشكل كامل من قبل الحرس الثوري الإيراني، والأكثر خزيًا هو أن حزب الله كان مسؤولاً عن مقتل 241 جنديًا أمريكيًا في تفجير ثكنة عسكرية ببيروت في عام 1983.
وجدير بالذكر أن إيران متورطة في تفجير عام 1996 لأبراج الخبز بالمملكة العربية السعودية، والذي ضم أعضاء من سلاح الجو الأمريكي، وكذلك في تفجيرات عام 1998 لسفارتي الولايات المتحدة بكينيا وتنزانيا، والذي راح ضحيتهم ما يزيد عن 200 شخص لقوا مصرعهم.
وأشار الكاتب إلى أن حزب الله الإيراني لا يعمل فقط في لبنان؛ فهو يواصل استهداف الولايات المتحدة عبر المكسيك، حيث يتعاون مع عصابات المخدرات على طول الحدود مع الولايات المتحدة، وهذه الشراكة مفيدة للطرفين، فحزب الله يحصل على مبالغ ضخمة لتمويل العمليات الجهادية الخاصة به، وعصابات المخدرات تتلقى تدريبًا مكثفًا في سبل إلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، وهذا هو السبب الرئيسي الوحيد وراء تبني عصابات المخدرات المكسيكية حتى وقت قريب لنوعين من العلامات المميزة للجماعات الجهادية، وهما الخطف وقطع الرأس.
وليس حزب الله فقط الذي تموله إيران؛ فعلى الرغم من الانقسام السني الشيعي، إلا أن هناك تكهنات بشأن تمويلها للجماعات الجهادية السنية في بعض الدول، فضلاً عن الحوثيين الشيعة في اليمن وكتائب حزب الله الشيعية العراقية جميعهم يتلقون تمويلاً من الجمهورية الإسلامية.وحيث أنها لا تعمل إلى من خلال الجماعات الإرهابية الجهادية، فقد مولت الحزب الشعبي اليساري الإسباني، بوديموس، ويعد هذا مثالاً حيًا على إمكانية عمل اليسار الدولي وحركة الجهاد العالمية في قضية مشتركة ضد الغرب.
وأضاف الكاتب أن إيران متورطة حتى في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، ففي الأشهر التي سبقت الهجمات، سافر ثمانية على الأقل من الخاطفين مرارًا إلى إيران والتقوا مع عملاء إيرانيين هناك، والذين سهلوا سفرهم إلى أفغانستان للتدريب.
وقد تم ترك جوازات سفرهم غير مختومة من قبل حرس الحدود الإيراني بحيث يتمكنوا من الدخول إلى الولايات المتحدة دون اكتشافهم.
واستمرت المغامرة الإيرانية، وفي عام 2012، وأغلقت الحكومة الكندية السفارة الإيرانية في أوتاوا واستدعت دبلوماسييها من طهران، وذلك احتجاجًا على الأنشطة التخريبية للإيرانيين في كندا، وبتوجيه من السفارة.
واعترف الدبلوماسي الإيراني السابق أبو الفضل إسلامي بأن إيران كانت تخطط لأنشطة تخريبية من خلال سفاراتها في كندا وغيرها من الدول، وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت الولايات المتحدة سبعة مخترقين إيرانيين على اتصال بحكومة الجمهورية الإسلامية بالقيام باختراقات إلكترونية لبنوك أمريكية في ولاية نيويورك.
ونتيجة لسياسة أوباما في التهدئة تجاه الجمهورية الإسلامية، فإيران أصبحت أكثر جرأة وعدوانية من أي وقت مضى، كما تبين من الأسر والإذلال العلني للبحارة الأمريكيين في يناير الماضي.
ويبين الكاتب أن الوقت لم يفت بعد، في حين أن الرئيس الجديد لن يكون قادرًا على استرداد الأموال التي أمطرها أوباما على إيران، فيمكن للرئيس التنفيذي القادم بل وينبغي عليه التنصل من الاتفاق النووي ووضع النظام الإيراني تحت ملاحظة أنه ليس فقط سعيها للحصول على أسلحة نووية، ولكن مغامرتها العالمية أيضًا لم يعد بالإمكان التسامح بشأنهم.
ويجب إعطاء المعارضة الإيرانية رغم عيبوها – والتي رفض أوباما دعمها في عام 2009 – المساعدات الفعالة بجميع أنواعها الممكنة، وأي مفاوضات مستقبلية مع جمهورية إيران الإسلامية يجب أن تكون فقط في وجود فهم واضح للرؤية الدموية لهذا النظام، والرغبة في الخداع والعداء الذي لا يتزعزع تجاه الولايات المتحدة.
إن إيران أكثر خطورة من تنظيم الدولة، ولكن الشعب الإيراني يعد من ورثة أقدم الحضارات على وجه الأرض.
ويختم الكاتب قائلاً إنهم يستحقون أفضل من الجمهورية الإسلامية، وكذلك نحن جميعًا.
نيويورك بوست – التقرير