كشفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن تعرض مسلمي الروهينغا في بورما، لحملات إبادة وتطهير عرقي داخل معسكرات خاصة في إقليم أركان على يد متطرفين بوذيين.
وذكرت المجلة على لسان مراسلها، الذي أجرى تحقيقا ميدانيا هناك وترجمته مواقع إلكترونية الخميس (30 أكتوبر 2014 )،” عند زيارتي لمعسكر ثين تاو لي شعرت بنذير شؤم، فقد زرت معسكرات لجأ إليها مدنيون هربًا من حروب أهلية، لكنها كانت المرة الأولى التي أقف فيها وسط أشخاص يتعرضون لتطهير عرقي، ويضم المعسكر أكثر من ثلاثة آلاف من مسلمي الروهينغا، الذين هربوا من العنف الطائفي في إقليم أركان البورمي”.
وأضاف مراسل المجلة: “من أجل الوصول للمعسكرات، وعددها تسعة، وهي متلاصقة وتضم ٧٥ ألف لاجئ، توجَّب عليّ المرور عبر نقطة تفتيش وحيدة عند ضواحي سيتوي، عاصمة الإقليم، وعند مركز عبور سكك حديدية، جلس ضابط شرطة، مسلح ببندقية عتيقة، خلف طاولة، وبعد أن دفعتُ رسم الدخول، قادني رجل شرطة آخر، ودخلت المقاطعة الخاصة بالمسلمين، وقد سرت في طريق مليء بالحفر نحو فضاء مفتوح حيث تمركزت المعسكرات”.
واستطرد: “على طول الطريق، مررت بقرى مسلمة امتدت أسواقها نحو الطريق، حيث تجمع الناس، تحت رذاذ المطر، ومن ثم اتجهت نحو ركن فبدت لي أكواخ اللاجئين المغطاة بقطع من المشمع باللونين الأزرق والأخضر، ورأيت منطقة كئيبة من حقول الأرز المغمورة بالمياه، ولم يكن يحمي سكان تلك الأكواخ، من أية عاصفة، سوى سياج أعزل من شجيرات نخيل تناثرت على شاطئ خليج البنغال”.
وتابع المراسل: “في بداية الأمر، كان من السهل علي الاعتقاد بأن هؤلاء اللاجئين نجوا من العنف في مكان آخر، وأنهم باتوا في أمان، لكن ما إن التقيت ببعض اللاجئين حتى تكشفت لي حقيقة الرعب الذي يعيشونه، فقد أُخذْتُ إلى كشك للقاء امرأة ترملت مؤخرًا، في العتمة.
وأضاف:”جلست خي رونيسا، ٢٢ عاماً، فوق حصيرة من إسل الروطان، وقد بدت واهنة وحزينة بزيها الأبيض، التقليدي للحداد، ومحاطة بقريباتها، إذ قصدتْ، قبل يومين، مع زوجها، شام سول أمام، مقهى للإنترنت يقع بجوار المعسكر، لأجل الاتصال بوالد زوجها في ماليزيا وبينما كانوا يتحدثون معه، أحاط رجال شرطة بالمقهى، وأمروا الجميع بالخروج، ومن ثم طلبوا منهم الجلوس على الطريق، ووضع أيديهم على رؤوسهم، ووعدوهم بعدم إيذاء أي منهم، وضم شام سول أمام ابنته ذات الأعوام الأربعة إلى صدره، وعندها طلب منه رجال الشرطة تغطية عينيها كي لا ترى شيئًا، وبعد لحظات وضع شرطي فوهة مسدسه على رأس شام، وأرداه قتيلًا، وما زالت خي رونيسا في حالة صدمة، وتهلوس بعبارة (لم يكن لديه أعداء)”.
ويشكل المسلمون ١٥٪ من أصل ٥٠ مليون بورمي، محرومين من حق الجنسية، ويتعرضون للسخرة، والاغتصاب والقتل. وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة وصفهم بأنهم “أشد الأقليات تعرضًا للاضطهاد”.